صرخة عربية / بريشتي

ويلي ماذا أقول ،
زادت نور مهمتي صعوبة ،
 لقد قرأت هذه القصيدة عندك يا نزار من قبل ولكن لمّا أضفتها هنا في المنتدى صار لزاما عليّ أن أسجل رأيي بها ، من يوم شفتها في المنتدى وأنا أفكر ماذا أقول ، كنت سأكتفي بـ ( الصمت ) فالصمت كما يقول نزار قباني ( فالصمت في حرم الجمال جمال ) ولكن سأحاول أن أجتهد لأقول شيئا ويكفيني أجر الاجتهاد.
رائع هو اندماجك مع نزار قباني الذي تحب ، واستعمالك لأبياته لتعبر عن فكرتك ، هذا الاندماج الذي يشبه اندماج تميم مع شيخه المتنبي في تخميس على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، فقد انصهرت كلماتك مع كلمات نزار لتشكل قصيدة رائعة ، ولتظهر مقدرتك الشعرية وقوة لغتك ، ولتظهرأيضا قرائتك لقصيدة نزار الأصلية ، وهذا ما يعجبني في التخميس أو التربيع كما ذكرت أنت (سؤال هل هو تخميس أم تربيع أم الاثنين معا ؟ ) فأنت باستخدام أبيات نزار قباني وسعت الصورة التي يقصدها نزار حسب قرائتك لها فمثلا :

"القومُ قومي وهذا أصلُ مُشكِلتي
إنْ قلتُ فيهمْ لجورٍ أو لمصلحةِ
عادتْ عليَّ اعتراضاتي وقافيـتي
دمشقُ يا كنـزَ أحلامي ومروَحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا"

فقد بينت الفكرة التي اختزلها نزار في الشطر الأخير بثلاثة أشطر ووضحتها لتصبح أكثر بساطة ووضوحا ولتبين لنا الصراع أو المشكلة التي قصدها نزار.

فأنت يانزار تقوم هنا بعدة أدوار، أنت تقرأ القصيدة وتفهمها وهنا جاءتني هذه الفكرة المجنونة التي ستعجبك ( القصيدة كما تناقشنا من قبل مفتوحة على أوجه كل شخص له حرية أن يفهمها على حسب أفقه وخياله ، فإذا كان من سمع القصيدة هو الآخر شاعرا ، لك أن تتخيل كيف يتشكل المعنى في ذهن الشاعر المتلقي ، إن هذا يشبه التقاء الأفق بأفق جديد ، بل هو عالم آخر يحيط بالعالم الاول ، فالمعنى الذي خرج من الشاعر الأول بما فيه من الشاعرية كأنما يمر بولادة جديدة في ذهن الشاعر المتلقي ) ودعني أعود إلى الأدوار التي تحدثت عنها من قراءة القصيدة وفهمها حسب أفقك ومن ثم ترجمت هذا الفهم لا كما يفعل النقاد بتوضيح المعاني بكلام عادي أو بسجع على أحسن الأحول ، لا بل تختصره في ثلاثة أشطر موزونة ومقفاة تحمل هي الأخرى معاني عميقة تظل مفتوحة لكل قارئ .
فأنت بالفعل رائع رائع رائع . 
تحياتي الشكسبيرية الخالصة .