هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
https://she3r.alafdal.net/h1-page

 

 على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جواز سفر
مبدع نشيط
مبدع نشيط
جواز سفر


نقاط التميز : +100
ذكر
عدد المساهمات : 214
العمر : 41
الموقع : الامارات
العمل/الترفيه : مهندس مدني
نقاط : 5753
تاريخ التسجيل : 16/02/2009

على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل Empty
مُساهمةموضوع: على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل   على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل Icon_minitimeالخميس مارس 19, 2009 4:21 pm

في القسطل نقرأ...كيف ضاعت فلسطين



طال امد الشتاء في ذلك العام، نسمات باردة تهب على الجميع بين الفينة والاخرى، السماء متلبدة بالغيوم، والارض لا تزال مبتلة من اثر المطر في الليلة الفائتة، مع ان فصل الربيع قد ابتدأ منذ اكثر من اسبوعين، لكن الامطار لم تتوقف، وكان فصل الشتاء يأبى ان ينصرف حتى يغسل الارض من القذارة التي مضت والتي ستأتي في ذلك العام الكئيب.



العاشر من نيسان، جلس شاب متمترسا بجوار زميله، في احدى التحصينات التي اقاموها على عجل، بمشارف قرية القسطل، لم يكن يفقه في الخطط العسكرية الكثير، ولم يكن يدري لم يصر الصهاينة على ان يسيطروا على هذه القرية بالذات، كل ما يعرفه، انه تطوع برفقة زميله الذي يجلس بجواره، واخر لا يدري ما حل به منذ الهجوم الاخير، في جيش الجهاد المقدس، تحت امرة الشيخ عبد القادر الحسيني، فمنذ ان اعلن الشيخ عزمه تشكيل هذا الجيش، تطوع العشرات من الشبان ليحاربوا الصهاينة، وهو كذلك فعل، فترك ارضه وحرثه، وغادر قريته برفقه صديقيه ليلتحق بركب الشيخ، بلا تدريب وبلا سلاح، وبعزم صادق.

اخذ يتأمل بندقيته العثمانية، والرصاصات الثلاث المتبقية بحوزته، واصوات الرشاشات الثقيلة التي يطلقها الصهاينة من ثلاث ايام متواصلة، تعكر صفو تأمله، فمنذ ثلاثة ايام، وهم يرابطون على مشارف القرية، بلا ذخيرة تعينهم على الهجوم، ولا تنقصهم الكرامة، ليفرطوا بما استرجعوه ويتراجعوا.

قبلها بثلاثة ايام، احتل الصهاينة القسطل بقوة قوامها خمسة الاف جندي، فاجتمع قادة الجهاد، واعدوا المئات لاسترجاعها، ودخلوا مشارفها، وحرروا بعض احيائها، ولكن نقص الذخيرة منعهم ان يتقدموا، فرابطوا في اماكنهم منتظرين عودة الشيخ عبد القادر من سوريا، عله يتمكن من فعل ما عجزوا عنه.

نظر الشاب الى زميله، الذي كان بدوره يطالع مسدس الطاحونة الذي بحوزته، وقد نفذت كل رصاصاته، ويتعجب كيف ان الصهاينة يطلقون رصاص رشاشاتهم منذ ثلاثة ايام متواصلة، دون ان تنفد منهم الذخيرة! سال صاحبه: أتظن الشيخ سيفلح بجلب الاسلحة والذخائر من سوريا؟

- بالتأكيد، بل وسيجلب جيشا مدربا من هناك، يقتلع كل المستعمرات الصهيونية، القادة في سوريا وطنيون، ولن يتوانوا عن نجدتنا، ألا تستمع لخطاباتهم في المذياع؟!

في تلك الاثناء كان الشيخ عبد القادر، عائدا من سوريا، خائب الرجاء، بعد ان استشاط غضبا هناك، وصرخ في وجوه المسؤولين الذين رفضوا تزويده بالسلاح، كان قد علم بسقوط القسطل، وكان يعلم معنى ان تسقط القسطل، كان قد عمل المستحيل ليبقى الصهاينة في القدس تحت الحصار، اما وقد سقطت القسطل، فذلك يعني ان طريق المؤن والمساعدات لهم غدا مؤمناً.

قرية بدو، قضاء القدس، يحيطها الزيتون، ويتخلل منازلها التي تعد على الاصابع، وتقع وسط مجموعة من التلال المرتفعة، وتجاورها قرية القسطل، في احدى طرقها الترابية الوعرة، كان شيخان يمشيان جاهدين، ليصلا الى الدكان في وسط القرية، حيث يجتمع من هم في مثل سنهما، ليتناقشوا في امور الدنيا منذ ان خلقها الله، الى يوم ان يخسفها. برغم الوحل الذي خلفته امطار الليلة السابقة، الا انهما كانا يشدان الخطى، وكل منهما يمني النفس ان يصل قبل غيره ليحظى بمقعد في الصدر، كان احدهما قد اشتد في مشيه، حتى بدا وكأنه يهرول، واتسعت المسافة بينه وبين زميله، كان يمشي ويفكر في القصة التي سيرويها للجمع، عن ايام شبابه، عندما كان يخدم في الجيش العثماني، وعن ما قاساه في تلك السنين، وكيف ظن اهله انه مات الى ان رجع اليهم بعد عشر سنين، ولم تكن تلك قصة جديدة، فقد سبق ورواها مئات المرات، ولكنه رأى ان الجو العام مناسب ليرويها مرة أخرى، خاصة وان رائحة الحرب تفوح من كل زاوية.

عند الزاوية كان فتى يجلس مختبئا عن العيون، ويمسك في يده سيجارة يشد انفاسها، عندما لمحه ذلك الشيخ، فصاح به، فألقى الفتى السيجارة، وفر مسرعا، وصوت الشيخ يلاحقه، متوعدا ان يخبر اباه.

دوى صوت انفجار، تلاه اخر، تململ جمع الشيوخ الجالسين حول الدكان، وتساءلوا في ما بينهم، ثم لمحوا رجلا يجري ثم بدأ الجميع يجري ، الاطفال ، النساء ، الرجال والشيوخ، الجميع يجري باتجاه التلة القريبة من القرية، اخذ الشيخ يهرول خلفهم، ويسأل من تقع عليه عينه، علت بعض الاصوات تصيح، "الشيخ عبد القادر وصل وهو يقصف اليهود"، اخذ الشيخ يهرول مسرعا، والكل يركض من حوله ويتخطاه، حتى ذلك الفتى الذي كان يدخن السيجارة مر من جنبه مسرعا، حتى لقد فكر الشيخ ان ينهره مرة اخرى، لكنه عاد و ابعد تلك الفكرة عن عقله، فالوضع غير مناسب.

الجميع يجري ليلاقي الشيخ عبد القادر.

كان الشيخ عبد القادر، قد وصل مشارف قرية بدو، المطلة على القسطل، وكان قد احضر معه، مدفعا من عيار105 ملم، ولكن السيارة، لم تتمكن من صعود سفح التلة، فاجنمع الرجال والنساء والاطفال، وقاموا بحمل قطع المدفع، ونصبوه فوق التلة في غضون ساعتين فقط، وبدأ القصف على مواقع الصهاينة، وصمتت رشاشات الصهاينة لاول مرة منذ ايام، كان ذلك في الثالث عشر من نيسان.

بعد ان اجتمع عبد القادر بقيادات الكتائب، ووزع المهام ، امر بالهجوم في نفس الليلة التي وصل فيها، تمكن المجاهدون من كسر تحصينات الصهاينة، وتوغلوا في العمق، كان البعض يحمل بندقية، والبعض الاخر، يركض خلفه، فاذا استشهد حصل على بندقيته، ليحارب فيها، سرعان ما بدأت الذخائر تنفذ، استوعب الصهاينة الهجوم الاول، وبدأوا يرتبون صفوفهم، ليكروا على المجاهدين، سقط العديد من الشهداء، وسرت الاخبار ان الشيخ عبد القادر محاصر في احد المنازل في وسط القرية، وهناك فقط خرج الناس من كل مكان، من كل القرى ومن كل المنازل، بصدورهم العارية وبما تيسر لهم، الكل خرج وزحف باتجاه القسطل، الاطفال يسبقون الرجال، يركضون لينقذوا شيخهم المحاصر، المقاتلون استجمعوا قواهم وكروا على الصهاينة، فانكسرت شوكتهم وولوا هاربين، وتحررت القسطل.

كان الشيخ قد استشهد، عم الحزن وصمتت الالسن، حمل الناس الشيخ ليشيعوه بما يليق به، وغادروا القرية، وبقي المقاتلون مرابطين، ولكن بلا ذخيرة على الاطلاق، في الليلة التالية، امطرت السماء بشدة لتغسل العار القادم، فقد عاد الصهاينة واحتلوا القسطل دون قتال.
كان ذلك في نيسان من عام1948
يتبع....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
RiNaD
عضو مجلس الإداره
عضو مجلس الإداره
RiNaD


نقاط التميز : +200
انثى
عدد المساهمات : 860
العمر : 31
الموقع : ~ وَطَنْ مَسـْلوب ~
العمل/الترفيه : طــالبة
المزاج : ~ نَقْش ألْحروفْ ~
نقاط : 6449
تاريخ التسجيل : 25/01/2009

على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل   على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل Icon_minitimeالجمعة مارس 20, 2009 1:47 pm

هم شباب وشيوخ الفداء والمقاومة والجهاد والمناضلة..
هم من يشعلون الشمعة في وسط الظلام بدلا من أن يلعنوا الظلام طول حياتهم..
هم أبطال التاريخ الذي يعيد نفسه .. فكم وكم من معارك أفشلت الصهاينة .. وكم من مناضلين كانوا رابضين وراء الصهاينة .. والفلسطينيون واقفون لهم بالمرصاد.. فأصبح الصهاينة يخشاهم مع أنه يملك سلاح أقوى وأعتى من أسلحة فلسطيننا , مع أنهم يملكون القوة والدعم من أقوى دول العالم ,, مع أنهم جيش عرمرم وكبير إلا إنهم يخشوننا وسيبقون يخشوننا الى أن يأتي اليوم الذي ينطق به الحجر والشجر ويهتف " يا مسلم , ياعبد الله, هذا يهودي من خلفي تعال وأقتله.."

لأن الله دوما مع الحق وصوت الحق يعلو ولا يعلو عليه لذلك بقي مجاهدينا حتى اليوم رمزا للنضال المشرف ونبراسا لطريق الحرية ولطريق الأقصى الشريف ..

مهما طال الزمان ستظل المقاومة هي من تفرض على العدو الوقوف والتفكير.. هي من تدرأ عنا طغيانهم وجبروتهم ..
شكرا عزيزي جواز سفر على كلماتك , كلمات الحق .. أحيي ضميرك الحي وفكرك النابض بالعطاء..
رحم الله شيخنا المناضل والبطل عبد القادر الحسيني
أنتظر الأجزاء الباقية..
دُمــت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*Noor*
مشرفة قسم إبداعاتنا
مشرفة قسم إبداعاتنا
*Noor*


نقاط التميز : +100
انثى
عدد المساهمات : 468
العمر : 30
الموقع : فلســ أغلى وطن ــــطين
العمل/الترفيه : طــالبـة :)
المزاج : أعيش على أمل ~
نقاط : 5906
تاريخ التسجيل : 20/01/2009

على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل   على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل Icon_minitimeالسبت مارس 21, 2009 1:53 pm

الصديق العزيز جواز سفر:
العدوّ يهابنا مذ وُجد على هذه الأرض, صار يحلم بنا, يفكّر قبل أن يخطو خطوة واحدة الى الأمام.
قال شاعرنا امير الشعراء تميم البرغوثي:
" نحن اقوى بكثير مما نظن, فلننظر الى انفسنا, ان عدونا لم يستطع منذ ستين عاما ان يستريح, اراد بلادنا مأمنا, فأصبحت أخطر بقاع الأرض عليه, واراد ألا يرانا فأصبح يرانا حتى في منامه, نحن أقوى بكثير مما نظن, وما تجبر القوم علينا إلا خوف منّا"
كم أعشق صدق هذه الكلمات.
لكم تثلج هذه القصص صدري, قصص جهاد هؤلاء الأبطال القوميين المثابرين, الذين لا يهابون البتّة, الذين شعارهم هو الصمود, هم شعب يجعل القتل شيمة, اذا لم تنله النفس عاشت ذميمة, هم ابطال هذه الأمة, بوجودهم شعورٌ بالأمان, ولولاهم لكان الوطن أبعد من هذا.
احيي تراب الوطن الذي ضمّ اجسادهم الطاهرة, واحيي ارواحهم المحلقة في السماء, واحيي الصمود الفلسطيني, الذي لا صمود بعده, هو الصمود والرجاء والامل بعينه, منزّه عن كل شائبة, هو الشعب الذي يسير في زهاليز العتمة غير آبه, ليصل الى النور.
رحم الله ارواحهم
صديقي جواز سفر, دورك في سرد القصة جذاب ورقيق, وحازم معاً
اشكرك, وانتظر الجزء القادم


عدل سابقا من قبل *Noor* في الأحد مارس 22, 2009 4:30 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جواز سفر
مبدع نشيط
مبدع نشيط
جواز سفر


نقاط التميز : +100
ذكر
عدد المساهمات : 214
العمر : 41
الموقع : الامارات
العمل/الترفيه : مهندس مدني
نقاط : 5753
تاريخ التسجيل : 16/02/2009

على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل   على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل Icon_minitimeالسبت مارس 21, 2009 8:20 pm

شكرا رناد ونور على الردود المميزة والرائعة
والحقيقة ان جملة " هم شعب يجعل القتل شيمة, اذا لم تنله النفس عاشت ذميمة" في رد نور استوقفتني طويلا، اهنئك يا نور على هذا التعبير الرائع.
واشكركم مجدداً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
على هامش فلسطين - الجزء الاول - القسطل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» على هامش فلسطين - الجزء الثاني - السلطان الاحمر
» القرى المهجرة في فلسطين * الجزء الرابع*
» القرى المهجرة في فلسطين * الجزء الخامس*
» الاردن والثورة و انا - الجزء الاول
» الفلسفة من محاولة اثبات الله الى محاولة نفية (الجزء الاول )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامة :: بانورامـــــــــــــــا-
انتقل الى: