ولادة الشعر...موت الألم...

[

طريقتك في التعبير رائع وكلماتك مميزة إلا أن ألحان القدر ليست كلها حزينة يا( نجمة الصباح ) فهناك أيضا ألحان الفرح
شكرا لك

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كانت ولادة الشعر مقرونة بالألم فهذا لا يعني بالضرورة أن الشعر يترعرع في كنفه..فالشعر(وأقصد بالشعر كل ماينقلك إلى عالم آخر) وإن كانت ولادته مقرونة بشرارة الألم فإن نهايته ليست إلا هدهدة آلامنا كي تغفو وبلسمة جراحنا كي تندمل...
من قال أن ألحان القدر كلها حزينة؟!
لا ..لكننا عادة وفي أغلب الأوقات لا نتذكر فضاء الورق عندما يحمل إلينا فضاء الحياة ألحانه العذبة ، لذلك تستطيعون أن تلاحظوا أن نتاج معظم الأدباء عبر التاريخ لم يكن إلا ألحانا حزينة ممزوجة ببضع نغمات من الأمل الذي هو جوهر حياتنا ..
يجب أن نعترف بأننا لا نشارك فضاء الورق إلا ألحاننا الحزينة..قد تكون هذه أنانية ربما أو قلة وفاء لبياض السطور لكنها الحقيقة ..
قد يكون هناك بعض الاستثناءات ..بعض الكتاب الموهوبين الذين منحهم الخالق العظيم قدرة على ترجمة أفراحهم على الورق..لكنهم نادرون ..لأن الفرح عادة لايطيق الارتماء في أحضان الورق ..ولأن الورق لم يصمَّم ليحتفظ بحروف الفرح طويلاً بين طياته ..
على كل حال.. الفرح والحزن أمور نسبية كما هو كل شيء في حياتنا..لذلك فلندعو ربنا كل يوم ألا يجعلنا نحزن على ما فاتنا وألا يجعلنا نبالغ بالفرح بما يأتينا..والحمدلله الذي خلق لنا حاسة السمع كي نستطيع الاستمتاع بألحان الفرح وبألحان الحزن ..