هذه القصيدة كتبتها وأهديها إلى أهالي ضحايا مجزرة الحولة والقبير وإلى كل شخص فقد شخصا غال عليه
وإنا بعون الله منتصرون
إنكم راحلون
ويحكم ألستم مؤمنون
ألستم من كنتم تدعون بملئ شدةكم
أنكم للدين حامون
ويحكم ألست أنا منكم
إني أستنجد بكم ألا تلبون
أصبحت نسمات الهواء
كأنها زفرات تأتي
من مآذن المساجد التي هدمت
وقلوب الأمهات التي تندب دهرها
الذي سرق منها أولادها
وأنتم جالسون
في عصرنا كله
لم يبق احتلال عندنا
إلا في عهدكم الميمون
متى كنا عبادا لبني غرب
وهم يجلسون على ثروات بلادنا يتربعون
إن السباق بينكم ليس سباق
خدمة شعب ودين
وإنما همكم جمع الثروة حتى تصبح لديكم
أموال قارون
اجلسوا على كراسي من الذهب
كما تشاؤون
وافرشوا السجاد الأحمر
أمامكم عندما تمشون
فإنكم راحلون
اعقدوا اجتماعاتكم في الصالات
على الطاولات المذهبة
وناموا لياليكم على وسادات الريش
والأطفال يفترشون أرضهم
وسماءهم يلتحفون
اعقدوا مؤتمرات قدر ما تستطيعون
فإنكم راحلون
أنتم من علمتمونا أن الحاكم
خادم للشعب وليس الناس عبادا
لشخص مجنون
أحذركم إما أن تطيعونا أو
إنكم راحلون
ليتكم قبلتم نصيحتنا و أطعتمونا
والله إنا عليكم مشفقون
اقطعوا عنا الدفئ فإنكم مدبرون
اقطعوا عنا الطعام والشراب
فلا مكان لكم بيننا
لا لستم عندنا باقون
شردونا وهجرونا
فإنكم بعزيمتنا راحلون
لولاي ما كنتم
ولولاي على ذلك الكرسي ما جلستم
ولولاي أنا لقتلكم الغازون
ولكن لماذا يقتلوكم
إذا كنتم لحدود بلادهم تحمون
أما آن لضمائركم أن تعود لكم
أما آن لكم أن تصحوا أيها النائمون
قولوا عني ما شئتم قولوا إني مجنون
ولكن أريدكم أن تعلموا فقط
أنـــكــــم راحــلــون