"لا تــســألــنـي"
لا أعلم ياوطني لا تسألني
لما أتاك شخص مجنون
ليس لجنونه مثيل
لا تسألني...وأنا المكوي
بنار ترابك المخضب بدم أطفالك
والواحد منهم بنظره عميل
لا ألتمس منك عذرا
ولكن لا تسألني
فالخطب وصل الرقاب
والدم مازال يسيل
لا تسألني لم ليس كل الناس بجانبك
فأنت تعلم أنه يريد إشعال فتنة
إذا ماوُجد لها فتيل
لا تسألني فقد تقطعت أوصالي
وأنا أرى دموع الثكلى
والأب من حزنه
يمشي كالسكران يميل
لا تسألني فكلما مشيت
في أرضل قليلا
يسقط أمامي عدة جرحى أو قتيل
لا تسألني...فلم أعد أحصي القتلى
فليس ثمة بيت ليس فيه مأتم
أو وجه ليس عليه الدمع يسيل
لا تسألني...فأنا الكاتم وجعي عليك
في قلبي فلم يعد ينفع
في هذا الومان لا الصراخ ولا العويل
لا تسألني عن شعر...فلم يعد يؤثر
في الناس لا الشعر ولا التفعيل
لا تسألني...أعلم أن جراحك عميقة
وأعلم جراح الأوطان بقائها في
التاريخ تطيل
لا تسألني...فقد اختفى
من ربوعك الهواء النقي
والنسيم العليل
لاتسألني...أعلم في داخل فؤادي فقط
أن جراحك ستلتئم
وأن انهزام شعبك
احتمال ضئيل
لا تسألني...فعندما أنظر إلى سمائك
لا أرى زرقتها المعتادة
فلم يعد يرى في سمائك
إلا القذائف والصبر الجميل
لا تسألني من قتل الشهيد
كنت أشم رائحة المسك تفوح منه
وأرى في وجهه ابتسامة
لها معنى جليل
أرى في وجهه علامات الرضا
ولكل معنى الشهيد شميل
لا تسألني بعد الآن عن شيء
فإن أسألتك حمل على ظهري ثقيل.