نظرة الى القضية
- صعود الحركات الاسلامية
-عرفات حقق اهم انجاز في تاريخ القضية، سواء بقصد او من دون قصد
- نهاية الدور التاريخي لفتح
-اخطاء حماس
- ما هي فلسطين التي نريد ان نحررها؟
- ماذا بعد تحرير فلسطين؟
نهوض الحركات الاسلامية:
مع نهايات الحكم العثماني، بدات الحركات القومية العربية بالظهور، نتيجة التأثر بموجة صعود الحركات القومية في العالم ككل، وهذه الحركات تم استغلالها بابشع الطرق من قبل الدول الاستعمارية، ومن قبل اصحاب الطموحات الشخصية ، وهنا اخص بالذكر الشريف الحسين بن علي، الذي كان يطمح ان يكون خليفة المسلمين القادم.
ولان القومية بمفهومها ليست نظام حكم، فقد بدات هذه الحركات بالتلاشي والذوبان سريعا، مع نهاية الحرب العالمية الاولى،وسقوط الخلافة العثمانية، وانتهت اخيرا مع نهاية الحقبة الاستعمارية الفرنسية والبريطانية.
عصر الانقلابات، في خمسينات القرن الماضي، شجع صعود الحركات الاشتراكية، التي استمرت قوية الى ثمانينات القرن العشرين، ثم بدأت بالضمور، نتيجة فشل الانظمة الحاكمة التي تبنتها.
الثمانينات كانت بمثابة عصر الولادة الجديدة للحركات الاسلامية، بسبب حرب افغانستان، وبسبب تعزيز الشعور الديني، وبسبب الفشل العربي المتكرر، والذي دفع الشعوب للبحث عن البديل، وحاليا نحن نعيش الفترة الذهبية للحركات الاسلامية، وفي المقابل فان التيارات الاخرى بلا استثناء تتلاشى، وتفقد مصداقيتها، بمعنى ان اي انقلاب او ثورة، في البلدان العربية المحورية ستكون اسلامية.
عرفات حقق اهم انجاز في تاريخ القضية، سواء بقصد او من دون قصد:
بغض النظر عن بعض الاختلافات في وجهات النظر، فان هنالك انجازات حققها عرفات تحسب له، فهو من اشعل الثورة الفلسطينية الحديثة، ونقل الشعب من مرحلة انتظار الدعم العربي الذي لن ياتي - مرحلة الولولة - الى مرحلة المبادرة والفعل المسلح، ولكن ذلك ليس هو اهم انجازاته.
في احدى زيارات عرفات الى الصين، لدعم الثورة، قابل الزعيم الصيني ووضح له انه يمثل حركة تحرر وانه يطلب المساعدة، رفض الزعيم الصيني مساعدة الثورة، وقال له: لا يمكن ان تنجح حركة تحرير، في تحرير ارض لا توجد فيها.
اي ان الثورة من خارج فلسطين هي ثورة فاشلة، وهو ما حدث لاحقا، بعد خروج الثورة من لبنان الى تونس.
اتفاق اوسلو هو اهم انجاز في تاريخ عرفات، وكقوله تعالى" عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، فاتفاق اوسلو مهد لقيام ثورة فلسطينية مسلحة على الارض الفلسطينية لاول مرة منذ قيام اسرائيل، وكانت النتيجة هو ما حصل في انتفاضة الاقصى - الانتفاضة الثانية - سلطة ضعيفة تمثل غطاء يحظى بشرعية دولية حتى ولو كانت منقوصة، وحركات مقاومة تقوم بالفعل المسلح على الارض، وهذا باعتقادي هو افضل اسلوب للمقاومة والتحرير.
]b]نهاية الدور التاريخي لفتح:
نشأت حركة فتح، في فترة صعود الحركات الاشتراكية اليسارية، ولكنها ابدا لم تكن حركة يسارية، ففتح حركة لا تحمل منظور او فكر سياسي لشكل حكم الدولة، فهي بالاساس حركة تحرير فقط، وبالتالي فإن دور فتح التاريخي يتوقف عند تحرير الارض، او عند توقفها عن ممارسة فعل التحرير، اي ان دور فتح التاريخي انتهى مع توقيع اتفاقيات السلام مع العدو.
اخطاء حماس:
وقعت حماس في عدة اخطاء، فلم تكن حماس بحاجة للدخول في معترك الحياة السياسية بهذه القوة، بحيث تصبح الحزب الحاكم، فقد كان وجود حماس في صف المعارضة، يشكل غطاء لها، فالحزب الحاكم المتمثل في فتح، كان هو المطالب برعاية شؤون الفلسطينيين وتقع على كاهله كل المسؤوليات، في حين ان وجود حماس في المعارضة يتيح لها هامش كبير من الحرية، وفي ذات الوقت فإن حماس على الارض حزب قوي لا يمكن تجاوزه او هزيمته.
ثم ان الطريقة التي تعاملت بها حماس مع معارضيها بعد سيطرتها على قطاع غزة، وكبت الحريات فيه، وهو ما يشكل تكرارا لاخطاء فتح في الماضي، يدفع الى فقدانها للزخم الشعبي، الذي هي بأمس الحاجة له في هذه المرحلة.
ما هي فلسطين التي نريد ان نحررها؟:
هل فلسطين الواجب تحريرها هي فلسطين بحدود 1967؟ ام فلسطين التاريخية ؟
في حملة الدكتور حسن خريشة الانتخابية، للانتخابات التشريعية الاولى - وكان في ذلك الوقت من المؤيدين لخط المفاوضات، قبل ان ينقلب حاله ويتحالف مع حماس في الانتخابات الثانية، وهو شخصية مستعدة للتحالف مع الشيطان اذا ادى ذلك لتحقيق طموحاته، ولست متحاملا عليه، ولكن ما يحيرني من امثاله، انهم يغيرون مبادئهم وقناعاتهم مثلما يغيرون ملابسهم، فهذا الشخص الذي تحالف مع حماس في الانتخابات الاخيرة، هو ذات الشخص الذي قال في احدى ندواته التي حضرتها" انا شخصيا لا اريد اقامة دولة اسلامية"- وعودة الى موضوعنا، سئل الدكتور حسن خريشة، هل دولة فلسطين التي تعدوننا بها هي فلسطين كلها، ام شيء اخر، فأجاب:
" كان شعار منظمة التحرير سابقا دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، ثم اصبح دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني، اي اننا لم نحذف الا كلمة واحدة"
ماذا بعد تحرير فلسطين؟:
اذا سلمنا جدلا اننا حررنا فلسطين، فما هو شكل الدولة التي نريدها، هل سنقيم دولة اسلامية وننادي بخليفة المسلمين من فلسطين، ام سنقيم دولة اشتراكية، ام دولة علمانية، ام دولة بلا شكل او هوية وتسمى دولة عربية؟!
هل سيكون هناك استفتاء شعبي على شكل الدولة ودستورها، ام ستكون هناك حرب اهلية طاحنة تنسينا ويلات حروبنا مع العدو الصهيوني؟
هل سيكون في فلسطين عدة احزاب، تلتزم نظاما ديمقراطيا لاقامة الدولة؟ ام عدة احزاب تتناحر فيما بينها عسكريا وسياسيا؟ ام سيكون هنالك حزب واحد يفرض رؤيته على الجميع ويقيم نظاما ديكتاتوريا، ثم نبدا من جديد رحلتنا لتحرير فلسطين من حكم الحزب الواحد؟
جواز سفر
20/2/2009
[/b]