كأنّكِ فلــــــسطين

كأنّكِ زهرةٌ برية
شذاها أعذبُ من كل الزهور
وفيها ليونة سحرية ،
وفيها مزيجٌ من التاريخ وقصص الحب البريئة
وفيها ملخّصٌ مُركّزٌ لمعنى الصمود
فلا تنحني ان عصفت ريح قوية...

كأنكِ كتاب تفسيرٍ او معجم،
أو مراّةٌ ينظر المرأ فيها فتبدي له ما كان يجهل
وما كان يعلم،
ويرى فيها حقيقته المجردة
لا غش فيها ولا رياء،
ومهما حاول الجُهّال تشويه وجهكِ
يبقى فيكِ سرُّ الكون
متمثّلا بابتسامة مستحيلةٍ
فيها مزيجٌ من البراءةِ والكبرياء....

كأنكِ ياقوتةٌ ثمينة
كل الدنيا تعلم قيمتها الا مالكها
ولانَّ الياقوتة وقعت في عشق المالك
وقعت في الحب،
رفضت كل صكوك البيع
كل السطو وكل السلب،
رفضت ان يملكها لص او متخاذل
يا صاحب الياقوتة إنهض
فالياقوتة تتعرض للنهب!
انهض قبل جفاف الحب...

كأنكِ وعدٌ أزليٌ
كأنكِ عرضٌ هزليٌ
مقلوب الحال
فالعرض ابتدأ ومن يقف على المسرح
لا يفتأ يضحك على الجمهور...

كأنكِ قصة
تأتي من ثغر الجدة
لابن الابن قبيل النوم
رغم سهولة معناها
ورغم وضوح العقدة
تحمل لغزاً
ان العزة تهزم جيشا جبارا
بالصبر وطول المدة
وقبل النهاية
يأرق الطفل
وتنام الجدة!...

كأنكِ سماءٌ صغيرة
فيها نسيم عليل
وشمسٌ وبعض الغيوم،
فيها طيورٌ تغني بصوت جميل
وإن امعنت فيها
ومع سطوع الشمس
ترى النجوم،
ومع كل هذا المشهد الرائق
فيها الشذوذ
ان طائرة حربية
وسط السماءِ تحوم،
لقصف غزة...

كأنكِ عقدة الذنب فينا
أَنّا انشغلنا عن الاهم بما لا يهم
فضاعت منّا البلادُ
وذلَّ العبادُ
وياليت انشغالنا جاء بفائدة...

كأننا في سباق
من الف ميل،
نستعد لنبدأ الركض
وننصت جيداً لسماع صافرة البداية
ووسط الحكاية
نسينا أنّا فقدنا السمع من أمد طويل...

كأنك كل البلاد وكل العباد
وكل الطيور
وكل سماء وكل ارض وكل الزهور
وكل الكلمات والحكايا، وكل السطور
كأنك كل الكواكب والنجوم
كل الغيوم
كل البساتين والكروم
كل ما يفنى او يدوم
كأنك كل المشاعر
كل الحب والشوق والحنين
كل الجراح والالمِ
كل الانين
مجموعة في كلمة واحدة،
معناها دنيا
ولفظها
فلسطين

جواز سفر 23/2/2009

شكرا لك أخي جواز سفر
قصيدة رائعة وتشبيهات بليغة لواقعنا المرير

أخي جواز سفر..
وقفتُ في زخم حزن الكلمات..وســاد صمت رهيب على الشفاه..
أبدعت في كل حرف.. وكل شيء..أبدعت في همسك..أبدعت في بوحك وسردك..أبدعت في مشاعرك الرقيقة..
فلتبقي دوما شمعتنا المضيئة.. لـلأزل
ايقنتُ...
اني امام كلماتكِ لا اجيد شيئأ... تزاحمت تلك الاحرف امامي..
حتى ظننت اني لم اتعلم بعد..
بحق..
احترتُ اي رد اسطر هنا..
ايكفي... ان اقول مبدع.. ربما.... لكن اشعر انها لا تكفي أمام ابداعك العظيم..
بحق.. الابداع هو تاجكَ..
هو انتَ بذاتكَ
كان لكلماتكَ انين... يصور الالم داخلكَ
كان لكلماتكَ وقعا ..على قلبي... بكل معنى الكلمة..
وربُ الكعبة إنك ابدعتَ ..
وارتقيتَ... هناك حيث تالق حرفك
تحياتي لقلمك الممشوق بالإبداع..
تحياتي لضميرك وروحك وقلبك النابض..
تقبل تحياتي..
ختــامــي ســلامـــي

كلماتك دافئة كقبلة أم, ومريحة كعناق الوطن, ورقيقة كلمس راحتين ما لبثتا ان خرجتا من نبع فائض, كلماتك عذبة كزرقة المياه, ومنسابة, كمطر خريف باريسيّ, كلماتك نبع تتدفق منه مشاعر تهذي وتترنح, فقد اثقلتها البلاغة, واتعبها الجمال.. والوطن في كلماتك , سحرٌ غريب, يتجلّى في حضور الشعر, وهمس القوافي.. كأنكَ تهمس في أذنيّ الرياحين, وتتلو سلامك على أجنحة الطير, ليرسله للوطن.
دام قلمك ينضح بالادب, ودمت لاحبابك, ودام في قلبك حب الوطن!

شكرا لك يا ملاح على كلماتك العذبة
رناد، لا ادري ما اقول غير ان ردك فاق كلماتي جمالا، وزاد عنها بيانا، وتخطاها عذوبة وسلاسة
اسمحي لي ان استعير ردك لارد به عليه
فالحق احق ان يقال، وان يتبع
هذا الرد كحال كل ردودك، يصلح ان يكون درسا في البلاغة، لا ردا على موضوع اقل منه شأنا

نور، لا ادري من اي جنة تقطفين تشبيهاتك، ومن اي بستان تهديها هذا البهاء
ردك شعر، وكلماتك لها صوت عذب،
وحين تكتبين، تزيدين اللغة رونقا، ويطرب على وقع كلماتك كل قاريء

دمتم، وزدتم بهاء وحكمة
والشكر جزيل من الصفحات التي تخطون عليها
ومن الكلمات التي تمنون عليها بأن تستخدموها
ومن كل من يقرا ما تنشدون
فيصير تلميذا يتعلم كيف تُصاغ العربية

كلمات رائعة وجميلة
وأسلوب متميز لجذب القارئ
فتقبل مروري ولك كل سلاماتي