أن تكتب قصيدة - على لسانك طبعًا - في وطن أو رثاء في غالٍ عليك وتبدع في ذلك فهذا " أمر طبيعي "
أن تكتب قصيدة في امرأة تحبها - على لسانك برضو - وتبدع في ذلك فهذا " أمر طبيعي كذلك "
لكن أن تكتب قصيدة في امرأة تحبها على لسانها وتأتي في ذلك بالعجب العُجاب من الكلمات الرقيقة والألفاظ الرائعة الرشيقة والتصاوير التي تعجز أحدث آليات وأجهزة "هوليود " أن تأتي بمثلها ، فهذا ما لا يتأتى إلا لواحدٍ في عالم الشعر العربي اسمه
نـــــــــــزار قبـــــــــــانـي
فاقرأ وأبدِ رأيك :
متى ستـعرف كم أهواك يا رجلاً
أبـيع من أجله الدنيا وما فيها
يا من تحديت في حبـي له مدنـًا
بـحالها وسأمضي في تحديـها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكـتبها
وللعصافيـر والأشجـار أحكيها
أنا أحبك فوق المـاء أنقشهـا
وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـا
أنا أحبك يا سيفًا أسال دمـي
يـا قصة لسـتُ أدري ما أسميها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فـإن من بـدأ المأساة يُـنهيها
وإن من فـتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيـران يطفيهـا
يا من يدخن في صمت ويـتركني
في البحـر أرفع مرسـاتي وألقيها
ألا تراني بـبحر الحب غارقة
والمـوج يمضغ آمـالي ويرميهـا
انزل قليلا عن الأهداب يا رجلا
مـا زال يقتل أحـلامي ويحيـيها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتـنـتقي كلمات لست تعنيهـا
كم اخترعت مكاتِيـبًا سترسلها
وأسعدتـني ورودٌ سـوف تهديهـا
وكم ذهبتُ لوعد لا وجود له
وكم حلمـتُ بأثـواب سأشريهـا
وكم تمنيتُ لو للرقص تطلبـني
وحيرتـني ذراعـي أيـن أُلقيهـا
ارجع إليَّ فإن الأرض واقفـة
كأنمـا فـرت من ثـوانيـهـا
ارجع فبعدك لا عقد أعلقـه
ولا لمـست عطـوري في أوانيهـا
لمن جمالي لمن شال الحرير لمـن
ضفائـري منذ أعـوام أربـيـها
ارجع كما أنت صحوًا كنت أم مطرًا
فما حيـاتي أنـا إن لم تكن فيهـا