و يسألون لم تقاتلْ؟!

ويسألونَ لِمَ تقاتلْ؟!
بعد أنْ ذبحوا العوائلْ
بعد أنْ هدموا الكنائس
والمساجد والمنازلْ
وبعد ان ملّوا ذبحنا
طردوا من تبقَّى
من شيوخٍ أو يتامى أو أراملْ
ستون عاماً لاجئون
ونزفنا تحصيلُ حاصلْ
أولستَ تدري أننا
بعنا النفوسَ لأرضنا؟
أولست تدري أننا
نموت صوناً لعرضنا؟
ليس حُمقاً وليس فينا ايٌّ جاهلْ
ويسألون لم تقاتلْ؟!

بعد أن سلبوا البلادْ
جنةٌ من قبلهم كانت
وبمجيئهم اضحت رمادْ
يا ويح جنتنا التي ضاقت علينا
وبَرُحت لمن عاث في الارض الفسادْ
مياهها لحنٌ
وأرضها سحرٌ
و صبحها متوهجٌ
ولكن بعد مجيئهم قلبوا النهار الى سوادْ
أولستَ تدري أننا
مُذ هجَّرونا قد غدونا
لاجئين الى السلاح
وشغلنا في الارض الجهادْ
ويسألون لمَ تقاتل؟!

بعدَ أن ناحَ الحمامْ
من هوْلِ فِعلتهمْ
من قُبحِ طلَّتهمْ
من زيفِ مِلَّتهمْ
من زورِ حُجَّتهم
طار الحمامُ الى الخيامْ
يبكي على بيتٍ مضى
قد صار في يومٍ ركامْ
صمتَ الكلامْ
لا وصف يصلحُ أن يمثل حجم كارثتي
تتزاحم اللعناتُ في صدري
وأضيعُ في وسط الزحامْ
يا من بكيتم حالنا
لا ليس تكفينا الدموعْ
الطفل في أرض غزةَ جائعٌ
لكنه يأبى الركوعْ
أبوه منذُ سنين معتقلٌ
وأمه ماتت على المعبر
وأخوه قصفته طائرةٌ
لانه مر بقرب متجر تحاذيه محددةٌ
يظنُّ ابناء الظلام بأن شُهُبَ الله التي تُلقى عليهم من عِليٍّ
تُصنعُ فيها!
و تسألونَ لمَ يُقاتل؟!

بحقِّ قانون السماءِ
وكلِّ أحرار البشرْ
بحقّ الماء في الارض جرى
او من الغيمِ انهمرْ
بحقِّ أنياب الحصار
يعُضٌّ شعبا جائعاً
لكن بصموده ناب الحصار قد انكسرْ
بحقِّ غزوات التتار
على الديار
من جديدٍ قد أتوا
بدروعهم وسلاحهم
و يصدّهم عن غزونا
قُطزٌ و في يدهِ حجرْ
ستعود حتماً ارضنا
وتلك نبوءةٌ
" ما صمد شعبٌ
الا ومن بعد ان صمد انتصرْ"
ويسألون لم تقاتل؟!

جواز سفر
5/3/2009

الصديق العزيز جواز سفر..بدايةً أود أن اهنئك بمناسبة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وأسأل الله ان يعيده علينا بالخير وأن يثبتنا على دين الحق وكل عام وأنت بالف خير.
أخي جواز سفر...ماذا أقول لك؟!! آآآه منك ومن قصائد المميزة..التي تأسرني بين طيات كلماتها وسطورها..
تحية لشخصك الكريم ، وهنيئا لك على هذه الرائعة ، التي صدرت عن حس شعري مرهف ومعاناة قاسية ، عكست ما بدواخلك وما تحمله من هموم الوطن وجراحاته ونزفه الذي لا ينقطع
لقد سعدت بقراءة خطابك الشعري ، والحق أقول إنه من أجمل ما قرأت على صفحات المنتدى ، مع كثرة القصائد الجميلة التي تركت في نفوسنا أثرا لا يمحي من الذاكرة.
بالرغم من صغر سني إلا انني أود أن أوجهه لك نصيحة أو بالأحرى اقتراح .. وهو أن تجمع كتاباتك في كتاب وتنشره, لانك مبدع..ولأنك ظاهرة طبيعية نادرة, ولانك عظيم بعيني وعيون الآخرين حتما سوف تنجح بذلك..
والقرار في النهاية يعود لـــك...
أحييك كثيرا وأصدقك اني أعجبت جدا بهذه القصيدة الرائعة..
دمت أيها العزيز..
ولا تحرمنا من جديدك

شكرا رناد على الرد اللطيف، والحقيقة ان لك فضل كبير في كتابة هذه القصيدة، فقد كتبت الجزء الاول منها في معرض ردي على موضوع القرى المهجرة خاصتك، وقد خرج عفويا، فاستسغته وقررت استكماله لاحقا .
اما بالنسبة لاقتراحك فشكرا جزيلا، ولكن حقا انا لا اعتبر نفسي شاعرا، ربما كان ذلك طموحي قبل عشر سنوات ، اما الان فأنا مهندس مدني وبحمد الله انا سعيد بعملي ولا اتمنى ان اكون شيئا اخر.
ثم ما الفائدة من ديوان شعر اخر يضاف الى الدواوين التي انهكها الغبار على رفوف المكتبات؟! وما فائدة شاعر عادي اخر يضاف الى قائمة الشعراء العاديين الذين نلقاهم كل يوم في كل مكان ولكن لا نميزهم؟!
" اما ان تكون متميزا او لا تكون ابدا" هذا رايي
وشكرا مرة اخرى

الصديق جواز سفر:
بالطبع سنعود يوماً جميعنا للوطن, وستزين الوطن حروفك هذه الذهبية الخالدة في القلوب, التي تؤلف القلوب, وترنو الى حب الوطن, أحييك من الأعماق.. من أعماق أعماقي, على هذا الاسلوب الراقي, فبكل قصيدة جديدة ترتقي سلم وقار جديد بنظري, وتظهر لي مدى حبك للوطن, ومدى اشتياقك لتطئ قدماك هذه الارض الطيبة, اتمنى لك ذلك.. بالرغم من كوننا نعيش في هذا الوطن, الا ان القيود موجودة, اشعر وكأني لست بوطني.
كلماتك بحور أدب وشعر وحب ووطن لا مثيل له.. وهل لنا ان نكتب إن كتبنا, عن غير الوطن؟؟
دام قلمك ينضح بهذه الروعة ودمت لاحبابك

صديقتي العزيزة نور:
سنعود رغم القيود
ليلكٌ وعبير عود
بسمة فيها صمود
فيها شتاء مع رعود
فيها شموخ قد علا
وبعزمه فاق الحدود
سنعود يوما وعندها
هناك في بطن الثرى
سوف يفتخر الجدود
ان من سنين اوعدونا
واليوم قد صدقوا الوعود
عاهدونا إن صمدنا
فلن يخذلنا الصمود
عاهدونا وكان حقا
اننا نُمضي العهود
رغم انفك يا يهود
اننا اليوم نعود

شكرا على الرد الجميل