وجوه البابا

موضوع: وجوه البابا الخميس مايو 14, 2009 10:55 pm

الالماني بنديكت السادس عشر، رأس هرم الكنيسة الكاثوليكية، والاخير في سلسلة الباباوات - ان صح التعبير - والتي ابتدأت مع بداية المجمع الكنسي الاول الذي عقده قسطنطين قيصر روما.

كانت ديانة قسطنطين وديانة الامبراطورية الرومانية معه، هي عبادة الشمس، وعبادة ميثرا ابن الاله ، الذي نزل الى الارض وعذب وصلب ثم ارتفع الى السماء مكفرا كل ذنوب البشرية!! ويا للمفاجأة فهي نفس الديانة المسيحية الحديثة!!

عندما انتشرت ديانة المسيح وزاد عدد المؤمنين بها، وبدات الاضرابات والقلاقل في الامبراطورية الرومانية بسببها، خرج قسطنطين معلنا انه رأى صليبا يطير في الهواء، وأعلن اعتناقه للمسيحية، وأنشا المجمع الكنسي الاول، الذي أرسى قواعد الكنيسة الكاثوليكية، وتم اعلان قسطنطين قديسا، أما هو فقد غير وبدل، وألبس المسيحية لباس ديانة الشمس مع تغيير المسميات، وامر باتلاف الاناجيل التي تخالف تعاليمه، والتي كانت تعد بالمئات، حتى انه جعل يوم الاحد يوما مقدسا في المسيحية، وهو نفسه اليوم المقدس في ديانة عبادة الشمس، واسمه في الانجليزية يوم الشمس (Sunday) ، ومع ذلك فقد انكر احد ابسط اركان المسيحية وهي التعميد، فلم يتم تعميده الا وهو على فراش الموت، وغير قادر على الحركة، ومنذ ذلك اليوم والكنيسة الكاثوليكية تضع نصب عينها محاربة كل من يشكك في مبادئها ، فاعدمت واحرقت الكثيرين بتهم الهرطقة والسحر والشعوذة، فليعلم السيد بندكت ان الكنيسة التي يرأسها مبنية من اساسها على دماء الالوف من الابرياء.

وصل بندكت الشرق الاوسط بوجهين، الاول ظهر عندما داست اقدامه بالحذاء ارض مسجد الحسين في الاردن، ولم يمنعه او يوقفه احد، بل على العكس، فمن فرط كرم الضيافة والمجاملة، قام الوفد الاردني المرافق له ويرأسه احد الامراء بفعل الشيء نفسه، فأخذوا يتجولون في المسجد منتعلين احذيتهم، احذية تنتعل احذية.

الوجه الاخر ظهر عندما قام البابا خطيبا في اسرائيل، فبكى وشكى وشجب واستجدى على شهداء المحرقة النازية، فأخذ يعيد ويزيد وكأن من قام بالمذبحة احد اقربائه، وكأن ذلك كله لم يرض الاسرائيليين، فقد خرجت الصحف العبرية تتهم البابا بشخصه انه كان عضوا في احد جمعيات الشبيبة النازية ايام هتلر، فوقف البابا والناطق باسمه مدافعا، ومرددا ان البابا كان مجبرا على الانضمام لمثل تلك الجمعيات!

بالنسبة للمسلمين، الذين اهانهم البابا من قبل، بتصريحاته الشريرة عن الاسلام، فلم يكن من المخجل ان يدخل البابا ديارهم، ويأكل طعامهم، ويسير في البلاد امنا مطمئنا ومفتيا منظرا، دون ان يشعر بالحرج او ضرورة الاعتذار عما بدر منه، وكأنه لم يخطيء، او ان يعتذر عن المذابح التي ارتكبها اسلافه ايام الحملات الصليبية، التي تفوق قسوة مذابح النازية، الشيء الوحيد الذي بدر منه هو انه يشعر بالاسى لبناء جدار العزل، وطبعا هذا الاسى سيزول ويبقى الجدار!

زيارة البابا جاءت لتثبت حقائق، ان الفاتيكان ما زال ضعيفا امام الحركة الصهيونية، فلا يقوى على انتقادها، وان الفاتيكان اضعف من ان يبقى على الحياد، وان الرمز المسيحي لكل القيم المثلى والاخلاقيات الرفيعة، هدر كل القيم والاخلاقيات في زيارة حجه الى الرب.

موضوع: رد: وجوه البابا الجمعة مايو 15, 2009 6:35 pm

" أحذية تنتعل أحذية " – الوصف المناسب في المكان المناسب, حتما أوافقك الرأي.
كان لزيارة البابا وقع سلبي على نفسيتي, فانه زيارته أغاظتني, ليس من الناحية الدينية لا سمح الله, فإن الإيمان بكل الديانات السماوية فرض عين على المسلم, مع العلم أن الديانة المسيحية متعددة المبادئ والقيم والكتب, لكن هذا ليس موضوعنا, الأمر الذي أغاظني هو تواجد البابا في الشرق الأوسط دعم إسرائيل من الناحية السياسية من خلال اعتراف وزير السياحة أن زيارة البابا تدعم الدعاية الإسرائيلية وانه سيتم بث انطباع يدمج ما بين الديانة المسيحية والسلام في إسرائيل "الأرض اليهودية المقدسة " حسب قولهم!
قد قام البابا بزيارة المركز المخصص لذكرى ضحايا المحرقة النازية, وبكى هناك وأبدى حزنه أمام الجميع, والغريب بالأمر أن البابا قد دخل فلسطين ولم يزُر قطاع غزة, ولم يُعر اهتماما للمحرقة التي حصلت في غزة مؤخرا...! وهل اليهود الذي قُتلوا على أيدي هتلر أحسن وأعظم شأن من العرب الذين قُتلوا نتيجة للعدوان الإجرامي من قبل جيش الاحتلال ..
رئيس الدولة العبرية شمعون بيرس أهدى البابا كتاب مقدس بحجم ذرة الرمل , أي انه [b]تم نقش "الكتاب المقدس النانو" على مسطح سيليكون مغطى بطبقة رقيقة من الذهب يبلغ سمكها 20 نانو-متر.
صراحة لا أدرى ما قيمة هذه الهدية لدى البابا, لكن السؤال سيبقى معلقا: ماذا سيستفيد من هدية اصغر من ذرة الرمل, لا تُرى بالعين المجردة !!
أهلاً في البابا بالأراضي المقدسة , لكن فليكن على علم أن الأراضي المقدسة هي أراضي الديانة السماوية الطاهرة , ولن نتقبل زيارة أي مخلوق كان قد أساء للرسول وللإسلام , وأتى ليعمل على توتير الأجواء لأنه متعدد الوجوه , يؤيد إسرائيل , ويطالب بدولة فلسطينية !
أي سياسة ستحل هذا الأمر ؟
يا أخي مقالك في غاية الروعة , أعجبني حديثك جدا وآرائك المميزة كذلك . وكنت محق عندما قلت أن زيارة البابا جاءت لتثبت حقائق، إن الفاتيكان ما زالضعيفا أمام الحركة الصهيونية، فلا يقوى على انتقادها..

شكرا لك جزيل الشكر على ما أتحفتنا به من معلومات كنت أجهلها , خاصة في الفقرة الثانية والثالثة.
دمت مبدعا, متألقا ومتميزا دوما.
طابت ليلتك.

[/b]

موضوع: رد: وجوه البابا السبت مايو 16, 2009 3:32 pm

الصديق جواز سفر
لا أدري السبب الحقيقي وراء الضجة الاعلامية الكبيرة التي أحدثتها زيارة "البابا" للبلاد, أذكرأنه قبيل زيارته للناصرة, قامت ضجة كبيرة جدا لا أدري سببها, إن كان مظاهرات ضده, أم أنها تكريما وإجلالا له!!
واتسائل كذلك, ما السبب الحقيقي أو ما السر وراء هذه الزيارات في هذه الآونة خاصة, فبعد زيارته للأردن, قام وزار بلادنا,وفي المكانين كل على حدا, أبدى حزنه وغضبه الشديد لما يجري, ففي الأردن, بكى على الفلسطينيين وعلى العرب .. وفي اسرائيل بكى على محرقة النازية! عجبا, عنوان المقال صحيح 100%, وجوه البابا!!!

أشكرك على المقال الرائع..
دمتَ بخير

موضوع: رد: وجوه البابا السبت مايو 16, 2009 10:41 pm

تنبع أهمية زيارة البابا باعتباره رمزا أخلاقيا لملايين المسيحيين، والكاثوليك على وجه الخصوص، فإذا خرج هذا الرمز الاخلاقي وانتقد شخصا أو دولة ما، فإن هذه الدولة ستخسر تأييد وتعاطف ملايين المسيحيين في جميع أنحاء العالم، وهذا هو السبب للهالة الكبرى من الاهمية التي توليها جميع دول العالم لهذا الشخص.

المشكلة ان البابا شأنه شأن جميع الزعماء الاوروبيين لم يستطع التخلص من عقدة الذنب تجاه ما حصل لليهود في العهد النازي، وبالمناسبة فإن عقد الذنب هذه ليست ناتجة عن تأنيب الضمير، انما عن الخوف من الالة الدعائية والاعلامية الصهيونية، والخوف من سطوة رؤوس الاموال وارباب التجارة والسياسة والدبلوماسية الصهيونية. فمن يتجرأ على انتقاد الصهيونية، أو التشكيك في المحرقة، او حتى العمل سرا ضد الصهيونية فسيواجه عدة مشاكل :
اولها: حملات تشويهية في الاعلام مباشرة، كالاتهام بمعاداة السامية وغيره، وغير مباشرة كتلفيق القصص ونشر الفضائح حوله.
و ثانيها: مقاطعة اقتصادية، تتمثل في عزوف اصحاب رؤوس الاموال، واصحاب الشركات اليهود، عن دعمه ودعم حزبه في الانتخابات، بل على العكس سيدعمون منافسيه، وايضا العزوف عن الاستثمار في دولته ككل، وضرب مصالحا الاقتصادية والعمل على خنق تجارتها.
وثالثها: حملة سياسية تجبر الدول الاخرى على الضغط السياسي عليه وعلى دولته، ومحاربته دبلوماسيا والتضييق عليه.

الجدير بالذكر ان الصهاينة قد برعوا منذ الازل في تشكيل الجمعيات السرية، مثل الماسونية، والتي تعمل على استقطاب الشخصيات الهامة حتى ولو لم يكونوا يهودا، وتعمل ايضا على ايصال اعضائها لمناصب رفيعة، وتكون أهدافها المعلنة وحتى الغير معلنة اهدافا انسانية واعمال خير، ولكن استراتيجيتها الرئيسية، والتي يحددها ويعلمها عدد قليل جدا من كبار الاعضاء، هي دعم اسرائيل والصهيونية، حيث يتم ارشاد الاعضاء وتسييرهم نحو دعم وانجاح الاستراتيجية سواء علموا بها او لم يعلموا، ومثل هذه الجمعيات السرية هي من تعمل على التضييق ومحاربة اعداء اسرائيل والصهيونية.

رناد ونور شكرا على المرور