صديقتي لا تحزني -نور

صديقتي لا تحزني-

عزيزتي رناد, قصديتك "فتاة بلا قدر" كانت حزينة جدا.. وكم وددت أن تري النور لا تجعلي ظلام الليل والظلم يخيم عليك.. فإنها فقط البداية.. والمعاناة الحقيقية قادمة..

في عينيكِ بحرٌ من الحزن العميقْ
أطرافكِ تهتزّ كالمذعورِ
كالمصلوبِ
كالغريقْ
أتيتكِ والأخبار تنضح بلا منتهى
كأنها سيلٌ من شعاب
قد ضلّت الطريقْ
الكلمات على شفتيّ تصارع الولوج للحياة
تريد الخروج
فقلتُ اخرجي
أريحيني من هذا الهمّ العتيقْ
وفي صمتكِ قرأتُ معنى الحزن والثورة
عزيزتي لا تحزني
بكِ الكدرُ لا يليقْ

صديقتي
يا فتاة الحزن ليلا
يا فتاة الأمل صُبحا
يا فتاة الحبّ دهرا
يا فتاة الثورة
نعم ضاقت بنا الدنيا
نعم جارت بنا الأقدار
نعم يريدون أن ننسى
أن نسلّم أن ننهار
لا ترحلي يا صديقة
فالبعد هاوية
رحيلك انتحار
بعدكِ انتصار
يتباهون به لرفع أعلامهم الخاوية

لا ترحلي
لا تأخذيني حيث لا عودة
فلسطين نادت وسنلبي النداء
فلسطين بكت وكلنا الفداء
تحت قدميها نقبل النعلين والحذاء
لا تفقدي الرجاء
أونسيتِ أيام ضاقت بنا الدنيا
وأفقدتنا سعينا الحالم!
فروحي وروحكِ وطنان لا يرضخا لعسفهم الهائم
كلماتنا جيش عرمرم سلاح عارم
ديننا فتكٌ شديدٌ
هتكٌ عتيٌّ
لروحهم الظالم
علمنا سمّ مهلكٌ ونور باسم
كجناح الطير برفقٍ يلفّنا بريشه الناعم

لا ترحلي لا تتركي خلفكِ همّ الوطن
فالوطن يا عزيزتي جنة أرضية من عدن
دعي ثورتكِ والغضب يذلل الصعاب والمحن
دعي يراعك ينشد بسلاسة
يشدو همّنا
يشدو الحبّ والشجن

إن منعوني حق التعبير عن نكبتي
فلستُ أنا القلب الخاوي الميت
بل القلب الدفّاقِ
أهلي من حولي والنجوم العاليات كالبروج الشاهقة
تغمر عقلي وآفاقي
جرح الزمان حُفر على جسدي
والعرس الدموي يحكي نكبتي بأعراقي
لن أرحل يا صديقة
فأهوائي تغلبني, تقتلني أشواقي

انظري إليّ
حدّقي بأحداقي
ظنوا بأنهم قتلوا فينا حب الوطن والأمل
لا تجعليني أخرّ قتيلة أمام شدة حزنكِ
لا ترحلي..
ساعديني كي نغرس زهر الحب والبقاء في الدربِ
كي يغزو العبير أنوف القاعدين
فيفيقوا في قوة وفي وثبِ
لا تدعي عبرات مآقي الحزن
تغزو التراب في دفقٍ وفي سكبِ
بل اصمدي ونادي الرفاق والصحبِ
تبسّمي يا حرّة, يا أسيرة الوطن
اقرأي تضاريس قلبي
هو يهتف بكِ وبنا جميعا:
إن سجنّا
فنحن رمزٌ للبقاء
إن هدّدنا
بإعلان طاعة أو ولاء
رموسنا تنتظر
لتحتضننا بلا عياء
لا تيأسي يا صديقة
فالأمل سماء
اهديها نظرة من مقلة حالمة
ولا تقطعي الرجاء!!

بقلم: نور
27/6/2009

نور العزيزه وصديقتها رناد
تتبعثر الحروف وتتلاشى أمام هذه المعزوفه الحزينه الرائعه
والمشاعر المتأججه بنار الحب للوطن
ماذا عساي أنا أقول !! انكما تمثلان فلسطين والعروبه خير مثال
ما زال في الأمة خير

فلا تحزنا وشدا من عزمكما فنحن معكما وإن خفت أصواتنا

نـــور

لا أجامل حين أقول انك أبدعت، ولا أحابي حين أقول أني أحببت هذه القصيدة، هي من أجمل ما قرات لك، وبرأيي الخاص والمتواضع والضئيل أرى أن أسلوبك ارتقى، وأنك تخلصت من عقدة التكلف في القوافي.

إن منعوا ذكرى النكبة أن نحييها، هل يمكن أن يمحوا الذكرى، إن خافوا أن نحيي حفلا،فالأجدر أن يخشوا الفكرة، النكبة وجع أزلي، ودولتهم مرض نفسيُ، لعنتهم هي ان الدولة التي حلموا بها والتي صنعوها قبل اكثر من 60 عاما حرمتهم ان يتذوقوا طعم الحياة الطبيعية، من ستين عام وهم يعيشون مرتبكين يحلمون ان يمر عليهم يوم يشعرون فيه بالامان

قد سنّ القانون.. انتهى.. القانون ينصّ على أن لا جنسية ولا وجود على هذه الأرض دون إعلان يهودية هذه الدولة وإعلان الولاء الذي يتمثل بالخدمة العسكرية.. ويظنون انهم أفلحوا.. وماذا.. يقولون أن السجن لمدة 3 سنوات أو لا أدري بالضبط لمن يخالف هذا القانون..والله السجون الاسرائيلية حتى الآن لا تكفي لكل العرب هنا..

سنوا قانون جديد كذلك وهو منع التعبير عن النكبة بأي شكل من الأشكال.. وكما قلت يا جواز سفر لا يمكنهم أن يمحوا الذكرى..
ذكرى نكبتنا كالجوهرة بين أيدينا, الكل ينظر لها بعين حاقدة وخائفة والكل مشغول بها, علينا ان نتفكر قليلا, لماذا كلهم يصوبون اعينهم نحو هذه الجوهرة,, فلنعلم انه خائفون بعد من قوة الاجيال القادمة.. ولكنهم لن يفلحوا

صديقتي ملكة القلوب..
أشكرك على الرد الرائع.. ابقِ قريبة

الصديق جواز سفر: لا أخفيك أن هذه القصيدة الأولى تقريبا التي كتبتها بوقت قصير وبسرعة فائقة.. كأنني حلمت بالقصيدة وأسرعت لتدوينها قبل أن أنساها..
شكرا لردك الجميل والمشجع..!

غــالــيــتــي نـــور:
قرأتُ قصيدتك بإمعان وخُيّل إلي أنني تقدمت الى أول وقعة من وقائع حرب طاحنة بيننا وبين العدو , للوهلة الأولى جزعت جزعا شديدا , ولكنني ما لبثت أن سمعت صراخ النساء وأزيز الرصاص وأنغام الموسيقى الحربية حتى انتشيتُ واندفعت بأقدامي اندفاع السيل المنهمر لا أشعر بشيء مما حولي , ولا أرى إلا بريق سيفي في يميني وشعاع الأمل المشع من قصيدتك في شمالي !
لقد امتلأت نفسي غبطة وسرورا عند إدراكي لأملك الكبير..
قصيدتــك منحتني القوة يا صديقة , ولولاك لكنت الآن في أشد كآبتي!
صدقيني يا عزيزتي , كان يمر الهزيع الأخير من الليل وأنا جالسة إلى نافذتي أقضي ليلتي أقلب وجه السماء وأساهر الكواكب والنجوم وأفضي إليها بما ألم نفسي من غضب وقهر على هذه الحالة التي آل الزمان بها إلينا , حتى أتت قصيدتك وخففت علي من أرق وقلق , كأنها قرص منوم أتناوله قبلما أنام , فأنام قريرة العين , هادئة البال , وعلى أمل لطلوع الفجر ونصبح على وطن مستقل .
قصيدتك تمحي البؤس والشقاء, كمفاتح رزق يُسبغ على الناس جميعا نعم وآلاء تُلاشي البؤس والشقاء..
قصيدتك عبير وعبق زهور طيبة الرائحة, تدخل أنفي فأنتشي وانطلق راكضة بين البساتين بفستاني الأبيض وبأملي الكبير لأنشر الأمل لجميع أنحاء البلاد...!
كقصيدتك هي دافعي الوحيد للحيـاة, يا صديقة غمرتني أملا وحبا ودعما.. شــــكــــــ لــك ــــرا..
دُمت آملة رائعة كما عهدتك..

الغالية رناد:
هذا ما يفعله الواحد منا, إن تلاشى الأمل في قلب إحدانا, فالآخر يلهمه ويعطيه بصيص أمل ليكمل دربه الطويل..
عزيزتي: إن يأسنا فماذا نفعل؟ نضع الكف على الخد ونجلس؟ لا لن نفعل ولو أرادوا منا ذلك

ردك درس في الموسيقى العذبة
ردك قصيدة شعر
ردك رواية مثقفة لغويا
ورائعة من ناحية المعنى

دمتِ رقيقة الحص هكذا.. ولا تفقدي الأمل