لا تحرروا فلسطين

ما أسعدكم أعداءنا، مأ أتعسنا وما أسوأ حظنا! كيف سنعلم التاريخ لاولادنا إن كنا لا نتفق على رواية
واحدة لما يدور أمام أعيننا، أسيكون لكل منا تاريخه الذي يصوغه على هواه، أسيبني كل فصيل مدرسته، ويقرر فيها منهاجه، ويكون لكل منهم تاريخه ودينه وربما علومه الخاصة.

لا اقول أننا في منزلق خطر، بل اقول أننا سقطنا في بئر لا قعر له، فلا ندري أندعو الله ان نصل قعره فنتهشم عليه، أو أن نبقى في سقوط مستمر ولا نملك بيدنا حيلة.

الامس غزة واليوم الضفة، والدم الحرام صار حلالا، وما جرى في العراق أعجب قادتنا فرأوا أن يذيقونا طعمه، لم يكن أبدا لدينا طوائف، فأصرينا ونحن السباقون لكل شر، أن نصنع طوائفنا بأيدينا، فخرج علينا المذهب الحمساوي، والمذهب الفتحاوي، وأقمنا النجف في غزة، والموصل في الضفة، وربما غدا سيكون للجبهة الشعبية دولة، وللديمقراطية دولة، وللنساء دولة، وللرجال دولة، وللاطفال دولة، وسنكفر بمذاهب الله كلها، لتبرز لنا هوية وطنية من بين اكوام القمامة.

ملعونون نحن ام ماذا؟!، كنا نفاخر العالم بأننا شعب المثقفين!! والله انها نكتة كريهة، وأي مثقفين نحن؟ أي شعب يقسم دولته قبل ان يحررها، ويخوض حربا اهلية، وعدوه متربص به؟! والله لقد اصبحنا نكتة يتندر بها العالم، ونبكي عليها نحن.

من حمّلنا هذه الاصنام؟ صنم فتح الذي نعبده، وصنم حماس الذي لا نشرك به، وكلاهما يأمران بالمنكر وينهيان عن المعروف، أما من نبي يخرج فنتبعه، ويكسر الاصنام فنكسرها معه، أيكره الفلسطيني الفلسطيني اشد من كرهه للاسرائيلي؟! أأصبح لزاما علينا أن ندخل مفاوضات مع أنفسنا لنكون أهلا لمفاوضة عدونا؟ والله ان مفاوضة النفس اقسى ألف مرة من مفاوضة العدو.

إرحل عنا يا هنية، والله ما أنت بمن يحرر فلسطين، ان كنت تخشى الله واليوم الاخر فاتق الله في هذا الشعب الذي قسمته نصفين وارحل. ارحل عنا يا عباس، والله لا امل فيك ولا رجاء، ان كنت ترجو خير أو مصلحة لهذا الشعب، فارحل واعد الشعب الواحد لجسده الواحد.

ارجوكم لا تحرروا فلسطين، فنحن لسنا اهلا لتحريرها، ان كان كل ما لدينا ضفة وغزة، فأقمنا فيهما دولتين، فماذا سنفعل ان كنت كل فلسطين لدينا؟ اسنقيم عشرين دولة؟ ونجعل لهم جامعة عربية، ونسميها وطنا عربيا؟!

عزيزي جواز سفر.
طابت أوقاتــك..
نحن نبغض الموت لأننا نحب الحياة..ولا نتقبلها على ما هي من كوارث ومحن لأننا جهلاء وأغبياء ولا نرضى بقضاء الخالق الجبار, لذلك نطمع في غير مطمع ونرجو ما لا يمكن أن يكون, ولذلك نبدأ بطرح حلول غير واقعية , حلول خيالية , ونتيجة لذلك تحصل المناوشات والحروبات الأهلية!
ما أسعد أعداءنا لأننا غير قادرين على الاتفاق ! وهذا ما يريدونه, أن نبقى في خلافات ولا نصل لحل واحد, ولا نوحد صفوفنا, بل نبقى متفرقين مختلفين.
دائما يُخيّل إلي أن الفرق الفلسطينية تجلس أمام المنبر الإسرائيلي يتناقشون حول قضية حل الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني ثم تقوم حرب طاحنة بين الفرق الفلسطينية إثر النقاشات والجدالات الحادة التي تحصل بينهم والمطامع والمصالح الخاصة التي تهدف إليها كل فرقة , فيُقتل الكثير من الفلسطينيين , وفي الوقت ذاته يقف الرئيس الصهيوني يتأملهم , فيتنفس الصعداء ويفرح بينه وبين نفسه , ثم يتقهقه تلك الضحكة العالية النابعة من قلبه بعد انقشاع تلك الغيمة السوداء التي كانت تغشى سماء حياته , وتُفتح الطريق للإسرائيليين بتوسيع نفوذهم في الدولة .. والسيناريو يبقى مستمرا.. ونحن ما زلنا نتقاتل على الحكومة!
" أرجوكم لا تحرروا فلسطين، فنحن لسنا أهلا لتحريرها"..
نعم نحن لسنا أهلا لتحريرها ما دمنا على هذه الحالة, يجب أن يُولد صلاح دين جديد ليحرر فلسطين !!
خلافات أهل فلسطين بالنسبة لي كالسيف الذي يطعنني الطعنة النجلاء التي لا يبرأ منها جريح !

نصك رائــع, يحمل بين سطوره قضية خطيرة لا حل لها حتى الآن, فهل من حل لهذه القضية؟!
شكرا لحروفك المتمردة على هذا الوضع القائم !
شــكـــرا لــك .. ودمت متألقا ودام قلبك نابضا ويراعك ثائراً.

سياسة فرّق تَسُد..
ليس العدوّ من فرضها علينا, بل نحن من فرضناها على أنفسنا. تفرّق الفلسطينيون وكل يغني على ليلاه, كلٌّ له مذهبه الخاص و"صنمه" الخاص, هناك المذهب الفتحاوي والمذهب الحمساوي. واسرائيل تنظر الينا من خلف الغمام, لا بل تنظر إلينا بعين قوية وواضحة وجهارا.. وتقول انها هي من تسود علينا, هي الحاكمة الآمرة الناهية.. هي القضاء الذي لا رجعة فيه, هي القول المحتّم علينا, لا نقاش حوله, ولا آراء في هذه القضّية, وكله نابع من التفرق الفلسطيني والتصدعات الكثيرة, والمصالح المتوازية غير المتقاطعة بين "فتح" و"حماس", وهذا ما يودي بالقضية للهلاك.

وأرى أنه ما من صلاح دين قادم, أو نبيّ قادم, ليخلصنا من هذا السعير.
لذا, علينا أن لا نحرر فلسطين كما قلت, فربما نضيّع ما تبقى, "في يدينا بقية من بلاد.. فاستريحوا كي لا تضيع البقيّة"

شكرا لك جواز سفر ..
دمتَ

العزيزات رناد و نور:

إن الواقع الأليم يصنع الرجال، والظلام يقوي البصر، والحب ينشر الكرم، والتأخي يمحي الضغائن

واقعنا أليم، أفرز لنا شعبا جبارا، صابرا لا ييأس، يصنع مستقبله بيديه، ولكنا اخطأنا في اختيار الطريق الذي نسلكه، فوصلنا الى مستقبل لا يشبه ما كنا نريده، حالة الاستقطاب الكبيرة في الشعب، أنست الشعب هويته الاصيلة، فارتمى كل منا الى فصيل وانتسب له، ورفع انتسابه لفصيله الى درجة لا يضاهيها انتسابه لوطنه، أصبحنا شعب حماس وشعب فتح، وبقية من شعوب أخرى، وانقرض شعب فلسطين أو هو على وشك...
يقولون الغاية تبرر الوسيلة، وأقول أن الوسيلة أحيانا تحدد الغاية أو تغيرها، فإن كانت حماس هي الوسيلة، فقد تغيرت الغاية من تحرير فلسطين، الى تحرير فلسطين تحت حكم حماس، وإن كنت فتح هي الوسيلة، فالغاية هي دولة فلسطين الفتحاوية، وبين هؤلاء والئك، لن تتحرر فلسطين.
والله إن الدم يفور في العروق، وقد بلغ الغضب مبلغا جسيما، كيف بنا نرتضي أمر من لا يؤتمن على أمر، كيف بنا نتبع رأي من لا يرانا بل يرى مصالحه قبلنا، كيف بنا ننقاد الى قادة، همهم السيادة، ونحن أحرى منهم بالقيادة، والله إنهم رعناء ضعفاء لا يفقهون قولا ولا يملكون من الحكم الصائب نصيبا

وسلمتم ودمتم ومنّ الله علينا بخسف أو كارثة، تذيقنا الويل حتى نعلم ان الله حق، ونخلع ما حمّلنا إياه أسيادنا من أوزار

الأخ جواز سفر نحن العرب أقوى بكثير من ما نظن ولقد عرف المسلمون فتنة الطمع في الحكم والسيادة منذ القدم ولن كانوا إذا أتاهم عدو أجنبي يتوحدون لصده ورده فإذا ما استراحوا في أرضهم رجعوا لقتال بعضهم بعضا كأنهم قد اعتادوا القتال فلا يرتاحون إلا به
ولكن الغريب اليوم هو أن الشعب الفلسطيني لا يملك الأرض ولا السلطة أصلا فعلاما يتقاتلون لا أدري كما لا أدري لما لا يتوحدون
لقد كان من حسنات العدو توحيد المسلمين فاليوم لا حسنات له وربما له حسنة الانقسام على هذا فقط

أصلح الله الحال

ونزعم أننا عرب
هذا هو حالنا نحن العرب نزعم فقط بعروبتنا
لكن أين نحن من تلك العروبة .... أين نحن من شعب ممزق .... أين نحن من أطفال قتلى ........ أين نحن من نساء تبكى ليل نهار على الأرض والعرض والولد
ولكن أقسم بربى سيأتى يوم وسترد هذه الأرض ولكن بدون وعود ومعاهدات ومواثيق
بالقوة فما أخذ بالقوة لايسترد إالا بها

الملاح و شروق

شكرا على المرور

الاخ العزيز الملاح، ما تقوله صحيح، فعلى مر الزمان تشتت المسلمون كثيرا تحت ممالك ودويلات مختلفة، وحكام متنازعين، ولكن ابدا لم يتنازع المسلمون، بمعنى ان الفرقة كانت بين الحكومات والملوك، أما المسلمون فكانوا يعتبرون أنفسهم شعبا واحدا، لذلك كنا نراهم ما يلبثون أن يتوحدوا مرة أخرى تحت راية القائد الحق عند ظهوره.

للأسف حالنا اليوم مختلف، فالفرقة دبت في صميم البيت الاسلامي، واظننا بحاجة الى ما هو أكثر من مجرد قائد صالح.

عجيب هو أمرنا لنا رئيسان و حكومتان و من كل شيء لونان أصفر و أخضر .... و لكن ليس لنا دولة واحدة !!
أخي جواز السفر أشكرك على طرحك و على احساسك الذي أشاركك و جميع الفلسطينيين به ...

فلتتحملنا فلسطين قليلا لعل الزمن يبدلها بمن هم خير منا , و ليمزق التاريخ صفحتنا السوداء أو يحرقها ليحيلها رمادا أو هباء فلا يقرأها أحد غيرنا ..... و لنمر سريعا كغمامة عابرة قبل أن تختنق فلسطين !!

أجدد شكري لك " جواز السفر " و تقبل مروري المتواضع و تحياتي العاطرة ....

" فلتتحملنا فلسطين قليلا لعل الزمن يبدلها بمن هم خير منا"

صدقت ليلكة الجليل، فلتتحملنا فلسطين، فقد صرنا عالة عليها، وبدلا من أن نحمل حلمها وحملها، صار لزاما عليها أن تسير مثقلة بأخطائنا ونزواتنا، وتغض طرفها عن عجز فينا وتقصير منا، فهي الام الحنون، ونحن ابناؤها العاقون.

شكرا لك على مرورك وردك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

تحية الاسلام
كل عام وانت الى الله اقرب
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
ارز لبنان
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى

أشكرك ايها الشاعر لطفي الياسيني على ردك ومرورك

» هوية فلسطين
» فلسطين الحبيبة
» لك يا فلسطين الاباء
» عاشق من فلسطين
» فلسطين عرضي