الأهم من أن تقول الكلمة، أن تفهم معناها
والأهم ممن يقول القصيدة، من يستمع إليها.
في مؤتمر فتح الأخير، أعلن الرئيس الفلسطيني أن طريق الحركة هي " طريق المفاوضات والمقاومة بما يكفله القانون والشرعية الدولية"، وكأن عبارة " بما يكفله القانون والشرعية الدولية" غير كافية لتخفيف حدة كلمة المقاومة، فقد عاد عباس وأعلن بعد انتهاء المؤتمر أن طريقه هي طريق المفاوضات وأسقط المقاومة.
" ثورة داخليه" هذا هو ما قاله أحد أعضاء المؤتمر العام لفتح، واصفا ما تحقق في الانتخابات الداخلية، فوجوه كثيرة خرجت ووجوه جديدة دخلت، والكثير استبشروا خيرا، ولكن ما فائدة تغيير الوجوه، إن بقيت النفوس واحدة؟ وما فائدة تغيير الشخصيات، إن لم نغير الإستراتيجيات؟!.
المجلس الثوري واللجنة المركزية الجديدين أقل حماسا لمصالحة حماس!، أصوات ممن يوصفون بالصقور داخل الحركة، تدعوا الى فك الارتباط مع غزة، والذاكرة تعود بنا عقدين من الزمان، الى تاريخ فك الارتباط بين الاردن والضفة الغربية، في غزة يريدون المصالحة لكن ليس بأي ثمن، وفي الضفة يريدون المصالحة التي تعني عودة الامور الى ما كانت عليه قبل الانقسام، شعور قوي في النفوس يؤكد أن كلا الطرفين قد تخلى عن فكرة المصالحة، ولكن المشكلة هي من يجرؤ على إعلان ذلك أولا.
قبل أيام حدثت مجزرة في رفح، لا نستطيع أن نلوم أعداءنا عليها هذه المرة!، حماس التي تحمل فكرا إسلاميا قصفت مسجداً !، خلال حرب غزة الأخيرة كنا نلوم الصهاينة لاستهدافهم المساجد، وحماس كانت تستنكر وتسب وتندد وتلعن الصهاينة لتجرؤهم على بيوت الله مهما كانت الاسباب!، حتى الصهاينة كانوا يجتهدون في سوق الحجج والدواعي التي دعتهم لقصف المساجد، أما اليوم وبعد أن فعلت حماس ما سبقها إليه الصهاينة، فهم ليسوا بحاجة لمبرر إن هدموا الماذن على رؤوسنا.
وعلى الجانب الاخر، خرج المتحدثون من أبناء السلطة يبنددون ويشجبون إجرام حماس وطريقة فتكها بخصومها، وكأن أبناء السلطة لم يفعلوا ذلك في مناسبات عدة، ربما كان اخرها ما حدث في قليقيلية.
إحساس ينتابني أن الجميع ممثلون، الكل احترف التمثيل، والكل يؤدي دوره المكتوب، ونحن نعيش في مسرحية كبيرة، الفرق الوحيد هنا أن الاموات لا يعودون الى الحياة.