فوضى الأنا
في هذه الليلة لم أذق النوم إلا لماما.. ولم يضايقني ذلك.. فقد كنت أحس بيقظة الموت ومخاض الشوق يجتاحني.. وعندما كانت عيناي تغفلان كنت أرى أحلاما لذيذة التقي فيها بصاحب القدر.. وكنت أحس نفسي قد شملتها ظلمة حالكة.. فأحاول- بالكتابة إليك- أن أتلمس في تلك الظلمة من يؤنس وحدتي ويخفف عني وطأة هذه الوحشة المضنية..
لا أدري ما الذي دفعني إلى الكتابة إليك…. أنت بالذات دون سواك!! بل لا أدري ما الذي دفعني إلى الكتابة أصلا؟!…. أهو الحنين؟؟….. ولماذا اخترتك أنت؟!…. ألانني في حاجة إلى من يستطيع فهمي.. وإلى من يستطيع فهم تلك الاضطرابات التي تملا نفسي.. وإلى من يكون لديه الصبر الذي يمكنه من قراءة أفكاري فلا يصيبه الملل بعد قراءة أسطر منها فيلقي بها في سلة مهملاته…
حقا لا أدري.. أأستطيع أن أجعله يفهمني؟؟؟….. لأني أنا نفسي لم أعد أفهم نفسي..
لا أدري ما الذي أصابني.. بمجرد أن افترقنا تملكتني لوعة شديدة ممزوجة بفرح لقاء العام القادم.. كنت أخشى أن أكون قد فقدته إلى الأبد.. لكن لا… إني قطعا لم أفقده.. فلا شك أنه سيعود.. وسأزيل من نفسه مرارة الخيبة التي سببتها له في منفاه الأول…
ليتني أستطيع أن أنفذ إلى رأسك أو إلى قلبك.. ليتني أستطيع أن أجدد صبري دهرا قادم.. أنا لا أريد أكثر من ذلك.. أريد أن أشعر بلذة الاستقرار.. وأبدد ظلمات الشك والحيرة التي تكتنفني.. لأنك عندما تحب يمتزج عقلك بالآخر ولا تستطيع أن تفكر في غيره.. وعيناك لا تبصران الحياة إلا من خلاله.. والقلب أغلب الظن أنه امتزج بالدماء التي تجري فيه..
لا تقولوا لي مبالغة مخاض أو مجرد محاولة للكتابة… فلن تجدوا أصدق من حديث النفس إلى النفس..
شارفت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ولم أغمض عيني بعد وفي قلبي شيء ما يشتعل.. ولم أذهب إلى فراشي.. فقد كان من العبث أن أحاول النوم بتلك الأعصاب والنفس المرهقة.. ولا أظن النوم قد زار عينيه هو الآخر.. فقد أحسسته يتقلب كالمحموم بقية الليل..
وفي الصباح نهضنا وأعلنت سواي بداية ثورة صامتة ……….. أهذا هو الحل؟؟؟؟