مـنذ ظـلامِ الفجـر
يَـنُـفُّ الـزفـت على الجمهـور الصامـت
كلبٌ يركضُ
لا يـعـرف أين يـبـول بيوم الإستـقـلال الناجـز
لم يـلـق مكـاناً أهدأ
من تحـت منصـة يـوم الاسـتقـلال
مـكبرة زعـقتْ أجَّـلْـنا الاسـتقـلال
لأن المسئولَ توعَّـك منذ قليل
حـبس الكـلب بـقيـة حـاجـته
وسـرى هـمس بين الناس
أصيب المسئول بداء الكلب
لم يبق صغيرٌ لم يصـنع مـن ورق
الزينة طائرة
بـذلوا كـل خـيال الـلعب فلم تـقلـع
ما كادت واحدةٌ حتى نكَسَـتْ
صـاحَ الطفلُ لـقد سقطـت
كَـمَّ أبوه اللـفظة
لا تنطقْ يسقطُ إطلاقاً
من أين تعـلمت اللـغـة السـوقـية
قـل طارت نحـو الأرض
تعلم أن تقرأ بالمقـلوب وأَنْ..
صدحـتْ طـاقـات الطفل وأن أضحك بالمقلوب؟
فـحاول أن يقرأ بالمقـلوب
شعـارا إيحي إيحي بعشل
ضحك الأطفال بأي لغات العالم تحكي؟
قال لهم بالمقلوبة
قال لهم إيحي يحيا
بعشل شعب
إخرسْ.. صاحَ أبوهُ ولا تقرأ أبدا
كان لدي صديقٌ يا ولدي
قرأ الأشياء ولم يقـلب قـلبوه
هل تعـرفُ ما معنى قلبوه؟
ولما أُفرجَ عنه مشى منفرج السـاقين
ويحكي أشياء تشبه إيحي بعشـل
أرسل لحيته للتمويه فلم ينفع
صار يغير وجهتها كل صباح
إن كان الوضع يساراً وجهها للشرق
وإن كان الوضع يميناً وجهها للغرب
وجاءت أيام ليس يساراً ليس يميناً فلتتْ لحيتُـه
في الوضع بلا بوصلة
كان إذا طُـرقتْ باب الدار يموت
فأكثر ما كان يخاف من الضرب
ما زال الكلب يحاول أن يخرجَ من ورطة يوم الإستقلال
فكر ما دام الحُـكم أصيب بداء الكلب
لماذا لا يرسل باقة ورد باسم كلاب الجمهورية قاطـبة
وستتلى برقيته قبل الأخبار
سيصبح كلباً مشهوراً بين كلاب الحي
وتقضى حاجته
وبدا أن الناس انصرفوا
لمْ يبق سوى الصمت يروح
ويأتي في ضجر
والأمن يراقبه يلقي القبض عليه
يحاكم يسجن والكلب يعاقب بالضرب
إيحي بعشـل
إيحت إيحت تيروهيتش
تحيا تحيا الجمهورية