هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
https://she3r.alafdal.net/h1-page

 

 شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها - مريد البرغوثي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
RiNaD
عضو مجلس الإداره
عضو مجلس الإداره
RiNaD


نقاط التميز : +200
انثى
عدد المساهمات : 860
العمر : 31
الموقع : ~ وَطَنْ مَسـْلوب ~
العمل/الترفيه : طــالبة
المزاج : ~ نَقْش ألْحروفْ ~
نقاط : 6646
تاريخ التسجيل : 25/01/2009

شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها - مريد البرغوثي Empty
مُساهمةموضوع: شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها - مريد البرغوثي   شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها - مريد البرغوثي Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 06, 2009 12:24 pm

شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها



* نص الكلمة التي القيت في احتفال تقديم "جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي" التي منحت لكتاب "رأيت رام الله" والذي أقيم في الجامعة الأمريكية بالفاهرة يوم 11 ديسمبر 1997



منذ ثلاثين سنة، كنت هنا، في القاهرة. في هذا المكان المحدد والملموس، دقات ساعة الجامعة، التي تلمس الجسم، البنت التي تلمس الولد دون أن تجرؤ على لمسه، الولد الذي يلمس المعنى وينساه لأن الكتاب عدوّ. وكنت على علاقة ملتبسة بذاتي وبالكتاب وبالقضايا الكبرى، تشغلني شجرتي عن الغابات، وتحميني مسؤوليتي النحيلة من المسؤوليات الجسام.

كنت هنا عندما أخبرتني الإذاعات أنني أصبحت بلا وطن.

من هذا المكان المحدد الملموس، بدأ المجرد والغامض والغائم يشكل أيامي التالية. الدنيا بدّلت لي أعدائي. كنت طالبا لا يرى أعداءه، لأنهم لم يصلوا بعد الى ياقة قميصه! كنت كالكثيرين أمنح وقتي لحديقتي الشخصية بدلا من التورط في وعورة التاريخ. لم أصدق أبدا وظيفتي كمصارع، لم أنتبه لها ولم أر نفسي، أنا المراهق اللطيف، طرفا حقيقيا في الصراع. قالوا لنا دعوا السياسة للسياسيين. وكنا نسمع عن مصائر من سجن ومن اعتقل ومن عذّب ومن خاب شرف المقصد لديه فانقلب كالملاحة على مائدة الطعام يملّح السلطة حتى يطيل تاريخ صلاحية فسادها! كنت أجفل من الاعتراف بحصتي في الصراع. فهل تركتني الدنيا وشأني؟ هل تُركت لأحب أسرتي وأصدقائي وصديقاتي وشهواتي وحبي لفنون الشعر والموسيقى والرواية والمسرح دون الإحتكاك بأحد؟

كنت وما زلت أرى السياسة المحترفة عملا يبعث على الغثيان. كيف جاءت السياسة إليّ؟ أو كيف ذهبت اليها؟ قادنا تاريخنا الى السياسة من أنوفنا كأننا فيلة السيرك. كنا نظن أنفسنا عصافير، بل كنا نميل الى اعتبار السماء حفرة نرمي فيها أساساتنا الخرسانية لنبني فوقها بيوتا ذات شرفات تطل من فوق السماء عليها. فاكتشفنا أن الأرض هي سماء الخاسر والمغدور وانها محنته وعنوانه الوحيد. فيها وعليها ومن أجلها يسعى الكائن البشري الى مقاومة الإهانة والدفاع عن تلك الكلمة العظيمة التي أفقدها التراخي العربي المعاصر كل معنى: الكرامة.

المجرد والغامض واالتيه الطويل أعادني الى التراب. تراب بلادي أصبح للعدوّ. أنا عدوّ العدوّ. ولو تركتني الدنيا وشأني لما كنت عدواً إلا للقرنبيط لأنني لا أحب مذاقه، وللغباء، لأنني أحب الأذكياء والذكيات الى درجة الإستمتاع لا بمصادقتهم فقط، بل وبخصومتهم أيضا.

رتب شأنك يا هذا وخطط لحياتك كما تهوى. سيهوي عليك ما خطط الأعداء وأحبابهم من أهلك، وستبدأ المطاردة. قال الإسرائيلي السعيد: "اجعلوهم في حالة ركض دائم". رتِّب شأنك يا هذا وما أنت بمرتِّب. ستصبح حياتك سلسلة من الإضطرارات وقراراتك مسلسلا من الارتجال. سيضربونك كالمنجّد وتطير برامجك الشخصية كالقطن المندوف. جمالك الإنساني الذي صاغتك عليه يد الخالق يتلقى ضرباتهم ويتقيها. رنينك الجوهري سيصبح أنينا، وستسمع أصوات شيء يتكسّر في داخلك. لن تصون جمالك المهدد الا ببحثك فيك عن الجوهري وعن رنينك الصامت. وهذا ما أسميه "المقاومة". هذه بقع من سيرة لحظتنا الفلسطينية والعربية. "كنا مجروحين نداوي التاريخ". كان علينا أن نذهب الى الإحترام بأرجلنا فكثرت المقابر وكثرت زغاريد الأمهات التي هي أقسى أنواع النحيب. قتلت خنادق الحرب أحرارنا وفنادق عملية السلام قتلت حريتنا.

لكن الكارثة لا تكمن هنا.

الكارثة تكمن في اننا اصبحنا حالة اكلينيكية وأصبحنا نمطا ووصمة. فالإعلام الكوني، ولا استثني الاعلام العربي، لا يرى الفلسطيني الا في واحدة من صورتين: صورة شخص في يده سكين او شخص في ظهره سكين. أعني مجرماً او ضحية. وبين هاتين الصورتين طمست وغيبت آلاف الصور العادية للفلسطيني. صور الذي يرضع، يتعلم الحروف، يلهو، يحب الكتب. يكره الامتحانات. يسخر من الذات ومن الزعيم، يرسم اللوحات، يحرث الأرض ويزرعها، يروي الأملوحات الفطنة، يضحك من القلب، يعشق، يشتهي، يقسو، يحن ويبكي بالدموع في فيلم هندي ساذج. كأننا لم نكن مراهقين، نمزج الجلافة بالإرتباك اللطيف، كأننا لم ننتظر ابريل بشغف لنشاهد بأعيننا الأبصال التي زرعناها في الشتاء تبرز وريقاتها الفستقية اللون وبراعمها المغمضة ذات الوعود. كأننا لم نهمل سياق أحداث الفيلم للإختلاء بصديقاتنا الصغيرات في الظلام الرحيم والطمأنينة الغامقة المشوبة بالتوتر. كأننا لم نستمتع بشيء مع أننا في الحقيقة نستمتع. نروي النكتة والأملوحة، نمارس الجنس وقد نرتقي به الى مصاف اللعب، نتابع مباريات كأس العالم ونتحمس لأهداف لا يسجلها أحدنا، ويطلق العدو النار على سجودنا الخاشع في الحرم الإبراهيمي وفي الممرات الترابية الفائضة بالمجاري في صبرا وشاتيلا ونساوم بائع الخضار حول سعر حزمة من البقدونس أو رطل من السبانخ. كأن سراويلنا وفساتيننا لم تلتصق بمؤخراتنا على مقاعد مكتبات الجامعات لنستكمل رسائلنا الأكاديمية وبحوثنا في الآداب والعلوم الى آخر صور بني البشر الذين نحن منهم دون اعتراض أحد على ذلك حتى الآن!

ان كتابة سيرة ذاتية على خلفية كهذه جعلتني أدخل الى كتابة "رأيت رام الله"وأنا أفكر فيما أرى بدلا من أن ارى ما أفكر فيه.

كنت فى الثانية عشرة من عمرى حين منحتنى إدارة مدرسة رام الله الثانوية الجائزة الأولى فى كتابة القصة القصيرة وكانت الجائزة مجموعة كتب من بينها رواية السراب لنجيب محفوظ. لكنني اخترت كتابة الشعر ونشرت تسع مجموعات شعرية متتالية. ولم يخطر ببالى لحظتها ولا فى أى وقت بعد ذلك أنني سأحصل على جائزة تحمل اسم نجيب محفوظ نفسه على أول كتاب نثري لي. أشكركم وأشكركن.

طاب مساؤكم جميعا.

مريد البرغوثي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشاعر لطفي الياسيني
مبدع نشيط
مبدع نشيط
الشاعر لطفي الياسيني


نقاط التميز : +100
ذكر
عدد المساهمات : 470
العمر : 87
الموقع : WWW.lutfiyassini@live.com
العمل/الترفيه : شاعر المقاومة
نقاط : 6687
تاريخ التسجيل : 19/04/2009

شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها - مريد البرغوثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها - مريد البرغوثي   شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها - مريد البرغوثي Icon_minitimeالثلاثاء مارس 23, 2010 4:35 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تحية الاسلام
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
ارز لبنان
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى

استمع للقران الكريم
http://www.quranimp3.com/main.php
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شعراً أو نثراً، إنها النظرة ذاتها - مريد البرغوثي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لا بأس - مريد البرغوثي
» غمزة - مريد البرغوثي
» المخبأ - مريد البرغوثي
» الحـرّاس - مريد البرغوثي
» منيف - مريد البرغوثي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: شــــــــــعــــــــراء :: الشاعر مريد البرغوثي-
انتقل الى: