هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
https://she3r.alafdal.net/h1-page

 

 (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
dr.eman
مبدع جديد
مبدع جديد



انثى
عدد المساهمات : 16
العمر : 32
الموقع : مصر
العمل/الترفيه : طالبة
نقاط : 5450
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

(عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Empty
مُساهمةموضوع: (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم   (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 10:31 pm


فى ربيع عام ألفين وأربعة نشرت بعض وسائل الإعلام الأمريكية أخبار حادثة وقعت بالعراق، فيها أن مجموعة من جنود الاحتلال الأمريكيين انبطحوا أرضا فى سوق من أسواق الخضرة وكادوا يطلقون النار على الناس لأن طفلا عراقيا رماهم بثمرة باذنجان. ظن الجنود أن الباذنجانة ستنفجر فيهم، فاتخذوا وضعا قتاليا فضحك أهل السوق.

لم يكن الجنود تحت أى تهديد حقيقى، فلم يكن العراقيون توصلوا بعد إلى اختراع باذنجان منفجر تنبته الأرض ويباع على العربات، ولكنهم، أى الجنود، كادوا يرتكبون مذبحة من خوفهم، أما أهل السوق، وهم لا سواهم المهددون تهديدا حقيقيا بالمذبحة، وقفوا يضحكون، وعادوا إلى شراء الخضرة.

وفى عام ألفين وسبعة كنت أقطع الجسر بين الأردن وفلسطين، وقد كان جنود الاحتلال سيطروا على جميع المعابر إلى الأرض المحتلة من بدايات الانتفاضة الثانية عام ألفين. وجنود الاحتلال هؤلاء مراهقون ومراهقات فى الثامنة عشرة من أعمارهم، يتحكمون فى شعب كامل يروح ويغدو بين الضفة الغربية والعالم عبر الأردن، منهم الكبير والصغير والجدات بطرحاتهن البيض وأثوابهن المطرزة والرجال بالكوفيات والعُقُل، والشباب الداهنون رءوسهم وغير الداهنين، والأطفال الصاخبون بين الكراسى والنائمون على أكتاف ذويهم.

وأنت إذا دخلت إلى مبنى الحدود تسلم أوراقك للجنود ثم تنتظر أن ينادوا باسمك وهم إما أن يدعوك للتحقيق أو يسمحوا لك بالدخول. وفى ذلك الانتظار جلست أمامى جدتان كبيرتان، بحيث أسمع حديثهما، قالت إحداهما للأخرى: «لماذا يؤخرونك، هل أحضرت معك ما يثيرهم؟» فقالت الأخرى: «لا والله ولكن أحضرت معى تمرا من العمرة» وكنا فى رمضان،

فسألتها صاحبتها: «هل التمر محشو باللوز أم غير محشو؟»، فضربت المعتمرة بيدها على جبينها كمن تذكر بعد نسيان وقالت: «لا إله إلا الله، التمر محشو»، فقرعتها أختها وقد اكتشفت العلة فى التأخير: «سامحك الله، الآن سيظنون باللوز شرا، وأنك أدخلت فى التمر ما ليس منه، فلا حول ولا قوة إلا بالله ليطولن انتظارك على الجسر يا أم فلان». ورغم انزعاجى لأن يوم أم فلان على الجسر سيطول ومعها يومى ويوم الآخرين الذين لن ينظر الجنود فى أمرهم إلا بعد تحققهم من نوايا اللوز وانتماءاته السياسية، إلا أننى تبسمت لإدراكى أن إسرائيل تخاف من التمر باللوز كما تخاف الولايات المتحدة من الباذنجان،

كل محتل جبان ولا شتيمة، ولكن أشير إلى ضرورة استراتيجية بنيوية لا يكون الاحتلال احتلالا إلا بها. لا يكون الغزاة غزاة إلا إذا كانوا أجانب غرباء، وأهل البلد المغزو أكثر أعدادا وأمدادا من غزاتهم على كل حال، ولا يقعون فى أسر مالكيهم إلا لسوء إدارتهم لتلك الأعداد والموارد، وكأنهم كانوا غافلين عما لسوء الإدارة هذا من العواقب.

فإن وقعت واقعة الغزو أدركوا، والصياح فى دورهم والسيوف على نحورهم، عاقبة الغفلة فى أيام السلم، وعلموا أنها ترف لا يملكونه، فالغزو يخلق المقاومة خلقا كما يخلق الفعل رد الفعل. والغازى أدرى بهذا من غيره فحياته، أعنى حياة جنوده حقا لا مجازا، فى خطر داهم، وهزيمته بنت نصره ونتيجته الحتمية، فجبنه جبن استراتيجى، وخوفه حكمة لا يتركها ولا تتركه. أما أهل البلاد، فهم الغريق فلا يخشى من البلل، وإن خشى فلن ينفعه.

إن جزءا كبيرا من تكاليف الحرب الأمريكية على كل من العراق وأفغانستان تصرف على شركات التأمين، فحياة المواطن الأمريكى، الخالية من بلل المصائب فى مروج فرجينيا وكارولينا الشمالية غالية عليه، والعاملون على خدمة الجيش الأمريكى من مرتزقة عسكريين وأمنيين ومن دبلوماسيين وموظفى مخابرات وإداريين ومهندسى مدن ومخططين، سواء كانوا أفرادا أو شركات، يكلفون الاقتصاد الأمريكى أموالا باهظة على سبيل التأمين ما إن يعلموا أنهم ذاهبون إلى العراق، بل ربما ارتفعت تكاليف التأمين ما إن يعلموا أن ثمة احتمالا ولو ضئيلا أن يذهبوا. إن لكل شىء فى الولايات المتحدة ثمنا حتى الخوف، فمنهم من يخاف بألف ومنهم من يخاف بألفين.

وغزاة الجوع يختلفون عن غزاة الطمع، لم يكن المغول يخافون على مقاتليهم، فهم يختارون بين كنوز بغداد وعنز أمهاتهم يرعونها فى سهل لا سهل فيه. أما غزاتنا الجدد، فهم غزاة دولة الرفاهية، يستسهلون القتل ويستصعبون الموت، يستسهلون القتل لأن حياتهم أجمل من أن يكدرها إحساس مطول بالذنب، التاركون آباءهم فى دور المسنين للموت البطىء لن يشفقوا علينا من الموت المعجل، لكنهم يحبون الحياة، والحرب لا توفر لهم ما ألفوه منها فى بلادهم.

وقد بثت قناة السى إن إن فى أواخر عام تسعين حوارا قصيرا مع أحد الجنود الأمريكيين المحشودين فى حفر الباطن لحرب العراق الأولى، فسأله المحاور فيم يفكر معظم الوقت، قال فى البيتزا والبيرة. وأذكر أن إيصال الشوكولاتة إلى الجنود الأمريكيين فى تلك الحرب كان موضع حديث فى بعض وسائل إعلامهم لأنها تذوب من حرارة الجو، فكان لا بد من اختراع شوكولاتة لا تذوب.

وليس الإسرائيليون بأفضل حال، فإسرائيل أنشأت مأمنًا لليهود عندما تعرضوا لمجازر فى أوروبا، ولكن إسرائيل اليوم هى أخطر بقعة على اليهودى، فشوارع برلين ووارسو اليوم أوفر أمانا وأشمل إحسانا على اليهودى من القدس والناصرة.

لا أحاول هنا أن أقلل من شأن القدرة القتالية للقوات الغازية بلادنا، فنحن أدرى الناس بها وأكثرهم معاناة لها، ولكن أريد القول إنهم، على الرغم من قدرتهم على دخول بلادنا بسهولة نسبية، غير قادرين على البقاء فيها بنفس السهولة، وإن كانوا أتوا بزعمهم لحماية أمنهم، فإنهم لن يأمنوا هنا، وإن كانوا أتوا بزعم غيرهم ليكسبوا من وراء الغزو نهبا، فها هم أفلسوا، فكانوا كاللص يستأجر من يحميه بما سرق، فلا تكفيه سرقته ولا يحميه المرتزق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أطلال
مميزه
مميزه
أطلال


انثى
عدد المساهمات : 193
العمر : 37
الموقع : لبنان
العمل/الترفيه : طالبة جامعية
نقاط : 5612
تاريخ التسجيل : 12/02/2010

(عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Empty
مُساهمةموضوع: رد: (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم   (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 7:04 pm

شكرا لك

دمتي بود(عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم 594212
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
?????
زائر




(عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Empty
مُساهمةموضوع: رد: (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم   (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 10:14 pm

شكرا على المقالات وعلى كل جديد ينشر عن الدكتور تميم , ولكن أود السؤال من أين تحصلون على المقالات وتنشرونها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
RiNaD
عضو مجلس الإداره
عضو مجلس الإداره
RiNaD


نقاط التميز : +200
انثى
عدد المساهمات : 860
العمر : 31
الموقع : ~ وَطَنْ مَسـْلوب ~
العمل/الترفيه : طــالبة
المزاج : ~ نَقْش ألْحروفْ ~
نقاط : 6646
تاريخ التسجيل : 25/01/2009

(عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Empty
مُساهمةموضوع: رد: (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم   (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Icon_minitimeالإثنين مايو 24, 2010 6:19 pm

إيمـان .. شكرا لك على مجهودكِ الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليلكة الجليل
مبدع نشيط
مبدع نشيط
ليلكة الجليل


انثى
عدد المساهمات : 71
العمر : 31
الموقع : الامارات - دبي
العمل/الترفيه : طالبة ...
نقاط : 5692
تاريخ التسجيل : 14/07/2009

(عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Empty
مُساهمةموضوع: رد: (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم   (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Icon_minitimeالسبت يوليو 10, 2010 12:01 am

نقطة قوتنا و ضعفهم ناتجة عن أساس عقائدي ... حيث أنا نحب الموت - أو لا نبالي بوقوعه- كحرصهم على الحياة ...
و باذن الله ان تكون نقطة الضعف التي تضعف بنيانهم و تفرق صفوفهم
شكرا على النقل القيم ...
بوركت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريماس
مبدع جديد
مبدع جديد



انثى
عدد المساهمات : 34
العمر : 37
الموقع : _
العمل/الترفيه : طالبة
نقاط : 5152
تاريخ التسجيل : 19/11/2010

(عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Empty
مُساهمةموضوع: رد: (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم   (عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم Icon_minitimeالأحد نوفمبر 28, 2010 8:30 pm

waaaaaaw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(عن اللوز والتمر والحرب) مقال جديد ل.تميم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقال أمريكيا هي هي بقلم : د.تميم البرغوثي
» صور جديده للشاعر الدكتور تميم البرغوثي رووووووعه (احدث الصور لامير الشعراء تميم البرغوثي )ooOAOoo
» مقال بعنوان :(((الأمر بيدهـم))) 22/6/2010
» TAMIM BARGHOUTHI : مقال بعنوان : (((المذبحة ترفع يدها )))18 مايو 2010
» إلى تميم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: تميم البرغوثي :: مقالات تميم البرغوثي-
انتقل الى: