RiNaD عضو مجلس الإداره
نقاط التميز : +200 عدد المساهمات : 860 العمر : 31 الموقع : ~ وَطَنْ مَسـْلوب ~ العمل/الترفيه : طــالبة المزاج : ~ نَقْش ألْحروفْ ~ نقاط : 6649 تاريخ التسجيل : 25/01/2009
| موضوع: مقال أمريكيا هي هي بقلم : د.تميم البرغوثي الجمعة فبراير 06, 2009 12:58 pm | |
| أمريكا هي هي القسم الأول بقلم: تميم البرغوثيسفينة إمبراطورية بريطانية من القرن الثامن عشر ترسو بمحاذاة بارجة حديثة من سلاح البحرية الأمريكي في مرفأ المدينة،علم القوة العظمى ذو اللونين ثبتت ساريته القصيرة في حذاء، الحذاء معروض في واجهة دكان ، الواجهة عليها شارة تقول: "تخفيضات مذهلة"،إعلانات في التلفاز تقول:"اشتر (علبة الحرية)، اطلب ثلاثة أعلام واحصل على الرابع مجاناً، كما أنك ستحصل على قاعدة تمكنك من تثبيت الأعلام على سيارتك، لا تفوت الفرصة، اشتر (علبة الحرية)، بأربعة عشر دولاراً وتسعة وتسعين سنتاً فقط"!أستاذ مناهج البحث في العلوم السياسية يقاطعني لدى ذكري حرب الأيام الستة قائلاً :"دعنا من التفاصيل"،صبية تصدق أنني أمير في دولة اسمها إفريقيا، أمتلك مزرعة للتماسيح، أربيها للحومها وجلودها ثم أستخدمها وسيلة للمواصلات بين مستنقعات العاصمة،طالبة فلسفة من ألمانيا تفسر المظاهرات في شوارعنا من الرباط إلى طهران :" مشكلتكم هي الغيرة التاريخية، فشلتم حضارياً، فشل إسلامكم وفشلت عروبتكم وأنتم عاجزون عن تقبل هذه الحقيقة المرة، أذكر لي فكرة واحدة مفيدة خرجت من عندكم في القرون الخمسة الأخيرة..."،أستاذتها تنصحني: "دعوا ما أنتم عليه، قد تقنعوننا أنكم مظلومون، ولكن من قال إن العدل من صفة التاريخ. ظُلمتم؟ حسناً، تصالحوا مع هذه الحقيقة، إن العدل الذي تطلبونه هو انتحارٌ لعدوكم، ولا أحد ينتحر إحقاقاً للحق , إذا بقيتم على عنادكم ستستمرون في الموت وسنستمر في قتلكم. تصالحوا مع هزيمتكم"!ابتسم، أنت في الولايات المتحدة الأمريكية...!*** ذهبت في أغسطس من العام الماضي إلى مدينة بوسطن الواقعة في الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراساتي العليا في العلوم السياسة في جامعتها. وكما هو الحال في أية جامعة فإن عملية التعلم الحقيقية تكون خارج قاعة الدرس. أنا لم أر أمريكا، حيث أنني لم أخرج من مدينتي بوسطن ونيويورك، ولكنني رأيت معظم الأكاديميا الأمريكية وهذه تريك الكثير. بوسطن مدينة تقع فيها وحولها تسع عشرة جامعة بينها أكبر الجامعات الأمريكية وأقدمها وأكثرها نفوذاً مثل هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.هذه الجامعات مركز جذب للطلاب من كافة أنحاء الولايات المتحدة، وكما أن طلاب جامعة القاهرة عينة دالة على مختلف فئات المجتمع المصري، فإن الطلاب في جامعات بوسطن ونيويورك عينة دالة على معظم فئات المجتمع الأمريكي. وبينما تجذب هذه الجامعات عامة الطلاب فإنها تجذب خاصة الأساتذة، أي أشهرهم وأكثرهم نفوذاً من هنتنغتون وفوكوياما وبرنارد لويس، إلى تشومسكي وزين وإدوارد سعيد. ويتنقل الأساتذة من جامعة إلى أخرى فيدرسون لمدة فصل دراسي في جامعة ما ثم يدرسون الفصل الآخر في جامعة سواها، ولا يخلو أسبوع من ندوة أو لقاء أو مؤتمر يعقد في هذه الجامعة أو تلك من قبل هذا التيار الفكري أو ذاك. ودراسة العلوم السياسية في أمريكا تختلف عن الدراسات الأخرى، فالأساتذة الجامعيون هم أنفسهم جزء من آلة صنع القرار، يكون الرجل ضابطاً في الجيش أو في المخابرات أو في وزارة الخارجية أو في مجلس الأمن القومي لعشرين سنة ثم يقرر أن يكمل دراساته العليا ويعمل في الجامعة دون أن تنقطع علاقاته بأروقة واشنطن. وأساتذة الجامعة هم أيضاً العاملون في مراكز الأبحاث، ومراكز الأبحاث هذه هي التي تعد تقارير ودراسات جدوى تبنى عليها السياسات الأمريكية. باختصار دراسة السياسة في أمريكا هي دراسة لسياسة أمريكا وساستها، فهنتنغتون كان مستشاراُ رئاسياُ أيام حرب فيتنام، وكيسنغر أستاذ في الجامعة حتى اليوم. كان لا بد من هذه المقدمة لأدلِّلَ على أن الأحكام التي سأوردها في هذا المقال ليست وليدة مشاهدات اعتباطية من هنا أو هناك، لقد رأيت بعيني وسمعت بأذني جزءاً هاما من عقل ما نظنه القوة العظمى، وقد شهدت أمريكا في أسوأ وقت يشهدها العربي فيه، بدأ العام الدراسي بحرب وانتهى بحرب. وظني أنه لا فائدة من محاولة مخاطبة الولايات المتحدة أو إقناعها بأي شيء. لقد أكثر مفكرونا ومثقفونا وسياسيونا الرهان على محاورة الغرب والتأثير الإعلامي فيه وشرح عدالة قضايانا له وكأن التناقض بين الأمتين ناتج عن سوء تفاهم تاريخي أو تشوش في وسائل الاتصال. إن الاعتقاد الذي رسخ عندي مما رأيت وسمعت هو أن التناقض بيننا تناقض مصالح تقليدي بين غاز ومغزو، خصومة لا تتغير إلا بتبديل أحد الخصمين أو كليهما لمصالحه وأولوياته، وإليكم حجتي على ما أقول: بعد الحرب، أية حرب، تقل ثقة المهزوم بما كان عليه من عقيدة ونظام وتزيد ثقة المنتصر بنفسه، وبقرب نهاية الحرب الباردة شك الشيوعيون من حكام العالم الثاني في الشيوعية حتى سقطوا وشك القوميون من حكام العالم الثالث في القومية حتى أسقطوها، وبقي الجميع مرتبكا بين الانحياز إلى ليبرالية المنتصرين أو إلى بدائل محلية للقومية والشيوعية والليبرالية معاً، كالانتماء للإسلام لدينا والهندوسية لدى الهنود والقبلية في كثير من بلدان إفريقيا. أما في الولايات المتحدة فزادت ثقة المنتصرين بما هم عليه من عقيدة أو عادة أو دين. ولا أعني بالدين هنا البروتستانتية أو الكاثوليكية، بل أعني نظرة للكون والإنسان سادت أوروبا منذ عصر النهضة ثم ترسخت في ما سمي بعصر التنوير وانتقلت إلى العالم الجديد. هذه النظرة تقضي بأن هناك حقيقة موضوعية مستقلة عن ذات طالبها، وأن العقل قادر على الوصول إليها. العقل قادر على اكتشاف قوانين الطبيعة المادية وهو أيضاً قادر على اكتشاف قوانينها الأخلاقية، والإنسان يعرَّف بالعقل، وهو على هذا مركز الكون .العقل إذن هنا يقوم بدور الإله في الأديان الأخرى، فشرعية أي قانون أخلاقي يحكم تصرفات الفرد في المجتمع مشتقة من اتساق ذلك القانون مع "العقل"، من كون ذلك القانون عقلانياً، بينما في الأديان الأخرى تستمد شرعية القانون أو العادة أو العرف من اتساقها مع إرادة الإله أياً كان. لم يفعل الغربيون إلا أنهم استبدلوا بمفهوم ميتافيزيقي هو مفهوم الإله، مفهوماً ميتافيزيقياً آخر هو مفهوم العقلانية أو البديهة ولكنهم لم يقروا بأن "العقل" هذا ميتافيزيقي كالإله. كلا المفهومين لا يمكن إدراكه بالحواس الخمس، ولا يمكن إثبات وجوده أو نفيه إلا بالإيمان. و"العقل" الذي أعطوه هذه الأولوية هو العقل الأوروبي، أي أن ما يراه الأوروبيون عقلانياً هو العقلاني على الإطلاق، فالحقيقة واحدة، و"العقل" معرَّف بقدرته على اكتشافها، فلا بد إذن أن يكون "العقل" واحداً، فلا يمكن أن يتعارض اكتشافان عقلانيان، فإن تعارضا فالأوروبي منهما هو العقلاني والآخر هو المختل. ما لا يراه قادة الغرب أن هذه المقولة نفسها لا يمكن إثباتها أو نفيها عقلياً كما أسلفت، لأن مفهوم العقل ذاته ميتافيزيقي، فالعقل قائم على تأسيس علاقات سببية، ومن المعروف أن العلاقة السببية غير موجودة وأن ما نسميه علاقة سببية هو ارتباط لم يخرق إلى الآن ولكن لا ضمان ألا يخرق لاحقاً، وأنت إذا سألت مؤمناً لماذا تحيا لقال هي إرادة الإله، وإذا سألت غربياً "عقلانيا" لقال إن حبه للحياة أمرٌ بديهي، ثم لا يستطيع أي منهما أن يريك الإله أو البديهة إلا أن تؤمن بهما إيماناً. إن لهذا الفرق مترتبات شديدة الخطورة في علاقات الغرب بسواه من الأمم. لأن الغربي إذا قال إن دينه، أي عاداته وتقاليده وقوانينه الاجتماعية، هي نتاج "العقل"، معطياً العقل منزلة الإله، ثم عرَّف الإنسان بالعقل، أصبح من لا يدين بدينه، أي من لا يقبل ما يسنه هو من قوانين اجتماعية، مخلوقاً غير عاقل، أي غير إنسان. إن الدين الأوروبي ينفي إذن إنسانية المختلف، بينما في الإسلام والمسيحية والهندوسية وكل الأديان الأخرى لا تُنفى إنسانية الكافر، بل إن إنسانية الكافر ضرورية لإثبات كفره، لأن الكافر لو لم يكن إنساناُ، لما كان مكلفاً ، ولما كان هناك محلٌ للكفر أو الإيمان. ومن ههنا جاء الفكر الاستعماري الأوروبي الذي ينفي إنسانية الآخر لأن الدين الغربي هذا لا يعترف بنسبية العقل ولا بميتافيزيقيته، فالذي يؤمن بتعدد الزوجات مثلاً، يأتي عملاً مخالفاً "للعقل"، لأن "العقل" ليس إلا ما اعتاده الأوروبيون، وهو على هذا من الأوباش، وكذلك من يلبس الريش على رأسه، أو يحرق موتاه، أو يفجر نفسه في حافلة إسرائيلية، كلهم غير عاقل، كلهم ليس إنساناً أو ليس إنساناً بما يكفي. وهناك طريقان للتعامل مع غير العاقل من المخلوقات، إما حماية النفس منه بالقوة العسكرية أو محاولة ترويضه و"تعقيله"، أي "أنسنته". ومن هنا جاءت ثنائية جيش الاحتلال والمدرسة التبشيرية في العصر الاستعماري القديم، أو "الوجود العسكري الدائم" والشركات المتعددة الجنسية في العصر الاستعماري الجديد.
مقدم من : رنــاد | |
|
Lana مبدع نشيط
عدد المساهمات : 416 العمر : 31 الموقع : فلسطين العمل/الترفيه : student المزاج : moody نقاط : 5807 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: رد: مقال أمريكيا هي هي بقلم : د.تميم البرغوثي الإثنين فبراير 09, 2009 2:43 pm | |
| | |
|
**دلال** مبدع جديد
عدد المساهمات : 3 العمر : 39 الموقع : الجزااااااااائر الحبيبة العمل/الترفيه : الشعر المزاج : الحمد لله نقاط : 4764 تاريخ التسجيل : 12/11/2011
| موضوع: رد: مقال أمريكيا هي هي بقلم : د.تميم البرغوثي الأحد نوفمبر 13, 2011 8:09 pm | |
| راااااااااااااااااااااااااااااااائع | |
|