أمي
رشاد رداد
وسلام الله على أجمل
الكائنات
على امرأة تحت أقدامها
تنحني الجنات
مضت سنوات العمر
بلا استئذان
كومضة برق
احترقت في كانون
اللحظات
واني خجل أن
أقول الشعر
بسيدة الأمهات
بقديسة
تدعو لي في كل الصلوات
عمتي صباحا يا أمي
يا بيت الرحمة والتقوى
يا شمس الضحى
وندى الصلوات
فيا أمي
يا بيدر المجد والجود
يا فرح العشب عند نزول القطر
مليئا بالأمنيات
أبا صرت في الخمسين
ولي بنتان مشاغبتان
على ياسمينة قلبي تنامان
والكهل كيف ينام
على شوك الحسرات
قالت لي قبل الوفاة
بأيام
التينات السود يا ولدي
يا أمي
ما زالت شجيرات التين
والزيتون
اسقيها بعيني
واقبلها
في الصباح وعند المسا
وكأني ذاك الطفل المطيع
الذي لا ينسى
وصايا سيدة الأمهات
احبك يا أمي
سامحيني
إن أنستني الأيام الثقيلات
أن اسقي الشجرات
فيا أمي
إن مت فمن يتذكرني
أو يتذكر وجه النور
ويسقي التينات
سامحيني إن نسي الأولاد
أباهم وحبيباتك
فالله هو المحيي للأرض
الموات