هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
https://she3r.alafdal.net/h1-page

 

 أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
RiNaD
عضو مجلس الإداره
عضو مجلس الإداره
RiNaD


نقاط التميز : +200
انثى
عدد المساهمات : 860
العمر : 31
الموقع : ~ وَطَنْ مَسـْلوب ~
العمل/الترفيه : طــالبة
المزاج : ~ نَقْش ألْحروفْ ~
نقاط : 6646
تاريخ التسجيل : 25/01/2009

أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث)   أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث) Icon_minitimeالجمعة فبراير 06, 2009 1:11 pm

أمريكيا هي هي
القسم الثالث


أما الاتجاهان اللذان عبر عنهما كل من المراسل والسفير فيتطابقان تماما مع ثنائية قتل الأوباش أو ترويضهم، ثنائية جيش الاحتلال والمدرسة التبشيرية. المراسل يتهم المسلمين كلهم بالجنون، فالثقافة الإسلامية عنده نوع من المرض النفسي أو العقلي الذي يؤدي بالناس إلى قتل أنفسهم. فموضوعا القدس واللاجئين الذين من أجلهما سقطت مفاوضات كامب ديفيد الثانية، هما موضوعان غير عقلانيين بالنسبة له. إن تعلق الناس بالقدس أمر ميتافيزيقي، ليست القدس ضرورة من ضرورات حياتهم الطبيعية، ألا يأكلون ويشربون بدون القدس؟ ألا يأكل اللاجئون ويشربون بدون العودة؟ ألا يعلم الجميع أنهم سيقتلون دون العودة ودون القدس؟ أليس عقلانياً أن يفضل المرء الحياة على الموت؟ ألا تقلب الثقافة العربية الإسلامية ذلك كله رأساً على عقب وتعرض الناس للموت لحساب مفاهيم لا مضمون مادياً لها كالكرامة وما شابهها؟ ألا يعلمون أنهم إذا سالموا إسرائيل وتخلوا عن هذا كله، وتبنوا سياسات اقتصادية منفتحة سينعمون بثمار الليبرالية الاقتصادية والحياة الجيدة؟ ألا تقلب الثقافة الإسلامية ذك كله رأساً على عقب؟ الثقافة الإسلامية إذن غير عقلانية والحل عنده هو ضرب هذه الثقافة واستئصالها. أما السفير، فيرى أن من الممكن تدريب المسلمين على ترك هذا الجنون، المشكلة عنده أن المسلمين لم يجربوا ثمار العقلانية بعد، فلو ساندت الولايات المتحدة معسكر السلام في العالم العربي وعم الرخاء الاقتصادي بين العرب "سيعقلون" وسيشبهون "بني الإنسان" أكثر فأكثر. كلا الاتجاهين لا يسمح لك أن تحتفظ باختلافك، بنظرتك الخاصة للكون ولنفسك. وعليك دوماً أن تتذكر كلمة الجنرال حين لخص هذا المشترك بين صاحبيه وبين أن المرجع دائماً هو راحة أعصاب المواطن الأمريكي.



إن المحاضرة السابقة واحدة من عشرات المحاضرات وهي أكثرها دلالة، إلا محاضرةً عقدت في الفصل الثاني من السنة الدراسية كانت أشد وأنكى. بعد أن خرج رئيس الولايات المتحدة بمصطلح "محور الشر" عقدت سلسلة أخرى من الندوات تناقش المرحلة الثانية من حرب أمريكا على الإرهاب، أي العراق. كان نجم هذه المحاضرات مخلوقاً يدعى فريد زكريا، وهو أمريكي من أصل هندي ترقى في الدرجات حتى صار رئيس تحرير مجلة النيوزويك. قال فريد زكريا: "لا بد من ضرب العراق، لأن القوة العظمى، تماما كالبنك، تعيش على مصداقيتها. إن اهتزت مصداقية البنك لا يعود بنكاً، وإذا اهتزت مصداقية القوة العظمى تجرَّأ عليها الجميع، فلا تعود قوة عظمى بعد. وعليه فلا بد من ضرب العراق. ولكن إذا ضربنا العراق (والكلام لرئيس التحرير المذكور) وأبقينا على صدام كان ذلك أضر بمصداقيتنا من الكف عنه، وإذا ضربنا العراق وأسقطنا صدام ثم انسحبنا تفتت البلد إلى ثلاث مناطق للنفوذ، وإن في ذلك إضعافاُ لتركيا بسبب المشكلة الكردية في الشمال وتقوية لإيران بسبب الشيعة في الجنوب وليس ذلك من مصلحتنا، فلا بد إذن (والكلام لا يزال للمذكور) أن نضرب العراق ونطيح بصدام ثم نبقى في العراق ونحتله احتلالاً كلاسيكياً، أي أن نحصل على انتداب (هكذا قالها: انتداب) من الأمم المتحدة، وأن يحكم العراق مندوب سام أمريكي في بغداد، ولا مانع عندئذٍ من تعيين حكومة صورية من أهل البلاد" ثم زاد فقال:"وسيكون العراقيون شاكرين لنا، سنمنحهم حكماً ديمقراطياً ورخاء اقتصادياً". فلما سألته غاضباً من القاعة: "أتريد أن تذبحهم لكي تفرض عليهم نظامك ثم يكونوا شاكرين؟!!"، قال: "نعم، ألم نفعل ذلك بألمانيا واليابان، نحن قصفنا اليابان بالقنبلة النووية لنجعلها بلداً ديمقراطياً ليبرالياً مثلنا، وهم الآن في نعيم، إن الاستعمار مفيد جداً، كونوا عقلاء، وقد فعلناها مرة ونقدر أن نفعلها ثانية". وعندما قلت له: "ولكن كل قوم يفضلون أن يحكموا أنفسهم وإن كانت حكومتهم الوطنية سيئة على أن يحكمهم الآخرون" قال: "هذا ليس من العقل في شيء". وكلامه صحيح! فالكرامة والاستقلال، ليسا من العقل في شيء إذا أخذنا تعريف زكريا للعقل، إن العراق يعاقب لأنه لم يعترف بحدود رسمها غربيون، والغربيون لا يقبلون أن ثمة تعريفاً للعراق مختلفاً عن تعريفهم هم له، وأن ثمة تعريفاً للعقل مختلفاً عن تعريفهم هم له، ثم هم يتوقعون أن نكون لهم من الشاكرين إذا منحونا ذلك "العقل"هدية نوويةً وجلوداً مصهورة على الحيطان.


ليس فريد زكريا هذا صوتا منفرداً، إنه رئيس تحرير مجلة من أكبر مجلات البلد، وككبار الصحفيين في أي بلد، علاقته بالرئاسة قوية واتصاله بها مستمر، وما قاله ليس بعيداً عن الخطط المقدمة على المكاتب في واشنطون. في ذلك الشهر وفي الشهر الذي تلاه ظهر مقالان في أكبر دوريتين علميتين متخصصتين في العلاقات الدولية في أمريكا، عنوان المقال الأول يمكن ترجمته هكذا "إعادة الاعتبار للإمبريالية" والثاني "إعادة تفعيل الاستعمار الكلاسيكي" مصحوبين بحملة إعلامية كبيرة ضد الحكام العرب في شتى محطات التلفزة الأمريكية مثل "فوكس نيوز" و"أم أس أم بي سي". كان ثمة فكرتان أساسيتان في المقالات والحملة الإعلامية، الأولى هي أن حكومات العالم الثالث، والعربية منها خصوصاً لم تعد تؤدي مهامها بكفاءة، فالولايات المتحدة تمد هذه الحكومات بالمساعدات وتغض الطرف عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان (المقصود هنا حقوق الشواذ لا حقوق المعارضة) لكي تقوم هذه الحكومات بحفظ الأمن والاستقرار اللازمين لتأمين التجارة العالمية والمصالح الأمريكية حول العالم، إن دعم هذه الحكومات كان يعتبر حلاً أنجع وأرخص من التدخل العسكري المباشر من قبل الولايات المتحدة لحماية مصالحها. إلا أنه بات واضحاً بعد انهدام البرجين أن هذه الحكومات غير قادرة على حكم شعوبها مما يضطر الولايات المتحدة أن تتدخل عسكرياً بينما تستمر في دفع المساعدات إلى هذه الأنظمة، ويرى المحللون الأمريكيون المشتركون في الحملة المذكورة أن الاقتصار على الوجود الأمريكي المباشر قد يكون أنجع وأرخص على المدى الطويل. وجدير بالذكر أن هذا هو نفس المنطق الذي تتعامل به إسرائيل مع السلطة الفلسطينية، وكأن أمريكا تقول للحكام العرب بالعامية المصرية :"إنتو واقفين علينا بخسارة". أما الفكرة الثانية فهي أكثر نظريةً من الأولى، إذ يقول الباحثون الأمريكيون إن الدولة الحديثة اختراع أوروبي، وأنه يظهر من حالة العالم الثالث البائسة أن غير الأوروبيين لم يفلحوا في التعامل مع الدولة الحديثة كفكرة. وأنه ،نظراً لانتشار ظاهرة الدول "الفاشلة"، كالصومال وأفغانستان، وسواها من الدول "نصف الفاشلة" وهي أكثرية دول العالم الثالث، ونظراً لأن هذه الدول تكون بؤراً للإرهاب وتجارة المخدرات، فإن الاستعمار الكلاسيكي قد يكون حلاً أخلاقياً ينقذ العالم المتحضر من هذين الشرين وينقذ أهل تلك البلاد من الفقر والحروب الأهلية. بعد هذا بدأت جريدة "نيويورك تايمز" تنشر أخباراً عن خطة مقدمة لبوش تتضمن احتلال العراق بمائتين وسبعين ألف جندي أمريكي انطلاقاً من تركيا والكويت على أن يبقوا هناك إلى أجل غير مسمى...!!


ثم إني شهدت محاضرة لبرنارد لويس المستشرق المشهور في جامعة هارفارد عن الإسلام والديمقراطية، قرر فيها أن الإسلام حضارة فاشلة، على وزن الدول الفاشلة، وتماما مثل طالبة الفلسفة الألمانية التي ذكرتها في أول المقال، قال إن مشكلة المسلمين أنهم لم يتصالحوا مع فشلهم. برنارد لويس يرى أن مشكلتنا، كأي مجنون، هو أننا لا ندرك جنوننا، نحن لا ندرك أن عقلنا ليس عقلاً، وأن العقل الوحيد هو عقل أعدائنا.

مقدم من : رنـــاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Lana
مبدع نشيط
مبدع نشيط
Lana


انثى
عدد المساهمات : 416
العمر : 31
الموقع : فلسطين
العمل/الترفيه : student
المزاج : moody
نقاط : 5804
تاريخ التسجيل : 06/01/2009

أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث)   أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث) Icon_minitimeالإثنين فبراير 09, 2009 2:53 pm

شكرا رناد ع المقال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشاعر لطفي الياسيني
مبدع نشيط
مبدع نشيط
الشاعر لطفي الياسيني


نقاط التميز : +100
ذكر
عدد المساهمات : 470
العمر : 87
الموقع : WWW.lutfiyassini@live.com
العمل/الترفيه : شاعر المقاومة
نقاط : 6687
تاريخ التسجيل : 19/04/2009

أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث)   أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث) Icon_minitimeالسبت أغسطس 29, 2009 8:48 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تحية الاسلام
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
ارز لبنان
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
كل عام وانت الى الله اقرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمريكيا هي هي بقلم د. تميم البرغوثي (القسم الثالث)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أمريكيا هي هي بقلم د.تميم البرغوثي (القسم الرابع)
» أمريكيا هي هي بقلم د.تميم البرغوثي (القسم الثاني)
» مقال أمريكيا هي هي بقلم : د.تميم البرغوثي
» مقالات بقلم:تميم البرغوثي..
» دال الحمامة في شعر تميم البرغوثي بقلم : محمد جرادات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: تميم البرغوثي :: مقالات تميم البرغوثي-
انتقل الى: