مذكرة المترو رقم واحد
خاطرة
أنقضني..أنقضني أيها الرجل المغرور.أنقضني و أغسل عروقي بدمائك فأنا رغم تجاهلي لك أرغب فيك.أرغب في كل جزئ منك أراقبه من تحت الطرف عند إلتفاتك و رغما عني أتجاهلك.إنه حكم العادة الذي جعلني أنظر إلى البلورفيما أنت تراقبني لكني أراك و ألتفت عنك و هذا ما لم تفهمه بعد. أنا أراك مع أنني لا أنظر تجاهك .إن العادة تحتم أن لا ننظر لبعض بل أن يرى كل منا الاخر بالتداول.إننا نقتسم الأدوار و نسترق الأنظار أما قلوبنا فتشترك في كل شيء.إنها تحس ما تريد على الدوام و في أي مكان و بدون أن تمسك متلبسه.
و كم نزف قلبي حين أحاط بي خيالك..
لماذا لم تفهم أن زينتي لم تكن إلا لك و أن تعطري لم يكن لسوك و أن ظلك يسكنني و أنا أعد جمالي.و مع ذاك فإن غبائي و العادة يجعلاني أنظر إلى البلور فيما أنت تراقبني .ثم حين أجمع قوايا و ألتفت إليك تهرب بنظرك إلى حذائك وكأنما ترى جمالي في جماله او عيوبي.... أو تريد قول شيئا قد شب في خيالك منذ الأبد...
إني أراك رغم أني لا أنظر إليك فمتى تغتسل نظراتنا ببعضها ..متى تهجر غرورك ..ومتى أكسر برجي العاجي ..ومتى تكون تصرفاتنا صريحة كأحاسيسنا..و متى ننتصر على العادة.
الرحلة توقفت و المترو الخفيف سريع لا يرحم إنه كرحى الأيام التي تمر بسرعة
وها هي العادة تلزمنا من جديد لكن في هذه المرة تلزمنا النظر.وكأنما لمجازاتنا..إنها نظرة الوداع و رغم مرورها كالبرق تبقى كالشعلة في القلب إنها غذاؤه...فوداعا...............؟