لقد قرأت المقال وفيه أفكار مهمة تحتاج كتبا لمناقشتها و لكن ما أود أن أثيره هو ما قلته بشأن تأثير الأساطير الإغريقية على الديانة المسيحية وذلك التداخل بين الأسطورة الإغريقية و القصة الدينية المسيحية.
أنا هنا أريد أن أطرح سؤالا مهما وهو كالتالي:كيف يمكن ان نفرق بين القصة الدينية (الحقيقية)و الأسطورة (الخيالية) ؟
أليست القصص الدينية كقصص الأنبياء مملؤة بكل مواصفات الأسطورة لا بل تفوق الأسطورة أحيانا , ماالذي يجعلها حقيقة و الأساطير خيال؟ في رأي الشيء الوحيد الذي يفرق بينهما هو الإيمان , فنحن لانصدق قصة ساحر كمارلين و قصص الالهة و انصاف الالهة المتصارعة في الميثولوجيا الإغريقية بينما نعتبر إحياء سيدنا عيسى للأموات و شفاءه للناس و فرق سيدنا موسى للبحر ومعجزات سيدنا محمد وكل الرسل عليهم السلام معجزات نسلم بها بالرغم من أن فيها ما لا يصدقه العقل,فإن كانت الاسطورة هي قصة تنسب افعالا خارقة لأشخاص عاديين فإن قصص الانبياء هي أيضا عن بشر يقومون بأفعال خارقة ولكننا نؤمن بهم لأننا نعتبرهم بشرا مبعوثين من عند الله الذي أيدهم بمعجزاته.إذن فالخط الوحيد الذي يفصل الأسطورة عن الحقيقة هو الإيمان الراسخ,فلو كنا طما ترين أننا نحن العرب أنقياء الذهن من الأساطير الإعتبرنا معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم مجرد أساطير (و حاشا أن يكون كذلك).
ما أريد ان أقوله هو أننا لا يمكن ان ندعي أن هناك أمة مبجبولة على نبذ اللأسطورة أو الخيال لأن العقل البشري مجبول على التخيل و التصور و المنطق و التحليل في نفس الوقت فنحن العرب لطالما نسجنا أساطير لشعراء و أبطال و أيضا إختلقنا الهة من حجارة و عبدناها.
أنا لا أريد أن أقول بأن التراث الأسطوري الإغريقي لم يؤثر على رؤية أبناء هذا التراث للدين ولكن أنا لا أوافق على نفي التفكير الأسطوري من العقل العربي نهائيا و إعتباره (نقيا) من ذلك إنما أظن أن الطبيعة الجغرافية و توالي الرسالات في هذه المنطقة جعل التفكير الأسطوري ينحسر نوعا ما ويقل تأثيره.
أرجو الرد على هذه المداخلة.
فاطمة الزهراء من الجزائر