يا بني صهيون, بقلم: نور

يا بني صهيون

عند جدتي حكايا الزمان موشّحة بغبار البقاء
علّقت عليها صورة وقصّة
وعِبرة تمكثُ
ولا يطالها الفناء
تحدّثني كل ليلة عندما ترتدي السماء حلّتها السوداء
تخبئ قصصها بين طياتِ ثوبٍ
وتُلبسها رداء
وتخضّبها بالنصح ِ والحكم ِ
كما تخضّب العروسُ أصابعها بالحنّاء
وشاء أن حدثني مرة ً
قصة ً عن الوطن
قالت أن فلسطين تعرفُ تعاريجَ الأكفّ لكل العصور
فلسطينُ قد كدّست الأقوامَ على مرّ الدهور
فلسطينُ كانت مأوى الورى في كل حين ٍ وآن
كانت تلابيبَ ثوبٍ تشبث به الأنام
كانت ذلك الوطن الذي
في ربوعه الاحتراب طالما كان
وشاءت الأقدار مرّة ً في غابر ِالزمان
أن حكم هذه الأرض قوم قيل لهم صهيوني

بني صهيون

يا أيها الورى من نسج ِأنسال ٍبغير ِنسب
عارٌ عليكم أرضٌ علا فيها صوتُ العرب
عارٌ على الأقوام قومٌ قد خلت منه الرجال
فجنّ جنون الليل فيهم وحار بينهم القتال
كالفارس ِامتطى حمارا له حوافر من لهب
أيكر أم يفرّ؟
أم لا سبيل سوى الهرب
فيظل يرقص فَزِعا في حضرة السؤال

سلبتم حق طفلي في الكلام
فلم يجد بدّاً سوى رمي الحجارة
سلبتم حق أهلي العيش بسلام
شوهتم صيت أجدادي والحضارة
سلبتم بسمة أختي أحلام
فسقت ورد الشفاه حرقة ومرارة
أمي تراكُم كما كنتم ولا زلتم
كفٌ ترتفع, بندقية وصفّارة
صحف جدي تصدرتموها وكتبه
وما كنتم يوما ولن تكونوا في الصدارة
من عيني أخي تقدح نار
حريق المقاومة, شعلة وشرارة

أهلي يقبضون على النار بأصابع غير مرتعشة
أهلي يحدقون بالشمس بنظرات جامدة
أحداقهم كأنياب الليث, كوحش الصحراء
معاولهم ومناجلهم كما هم صامدة
في وجه مدافع يقوى عليها كلبُ جاري

قنابلكم تهوي
أرواحكم لا تروي
غاراتكم صارخة
تصطدم بأرض جدّي
ولكن لا تدوّي
كالكلب يعوي.. ويظل يعوي
أيا أسلحتكم
تروّي.. تروّي
قد كان ها هنا قوم
ماءهم دماء
خبزهم حديد
ريحهم رمضاء
لحمهم قديد
أيامهم سوداء
يأكلون الحصى في الثريد
بأسهم شديد
رجالهم صناديد
هم أهل هذي البلاد
أهل فلسطين
فيا بني صهيون
ارتاحوا قليلاً
دعوا ذخيرتكم المُرهقة
لا جدوى
فبعد كلّ حلكة دجىً
لنا صبحٌ جديد

نور
15-04-2009

شاعرة مبدعة يانور

قصيدة ساحرة بمعنى الكلمة لقد سحرتني قصيدتك وأخذتني في رحلة عبر الزمن لأعيش القصة التي رويتها على لسان الجدة القصة التي لاتزال تتكر إلى أن يطلع الصبح الجديد

شكرا لك

عزيزي الملاح..
أتواضع أمام ردّك المشجّع.. وأخجل أمام حضورك المميز..
ردّك أنت المبدع!!
أشكرك من الصميم
زيّنت صفحتي بمرورك الاروع..
دُمتَ بخير

قصيدتك تنطق بما لم يتسع الورق لكتابته، والتنويع فيها بين مد وجزر، زادها تشويقا ولذة، والتوقيع الكامن في اسفل الصفحة يحمل وعدا ببزوغ شمس جديدة في سماء ادب العرب

لا يوفيك الشكر حقا على ما أبدعت قريحتك

الغالي جواز سفر:
ردّك هذا, كالختم على قصيدتي يؤكد انها "جميلة".. يكفيني انها لاقت اعجابك
أطرق رأسي في حضور شاعر مثلك.. يلقي ببصماته على ما خطّ قلمي
لك الشكر الفاً

عــزيــزتــي نـــور...
كيف أنت أيتها الصديقة..؟
منذ فترة لم أتكلم معك!!

رائعة حكايا جدتك يا صديقتي...
كلماتك شفافة.. صـادقة حد الوفـاء.. عميقة المعاني..
أصدقك أنها قصيدة مذهلة وبديعة..
جعلتني أصور حكاية كل حرف من حروف القصيدة..
.ينتظرك المستقبل لتكوني
راوية بصورة شـاعرة..
دام يراعك الصادق..
ودمت لـنـا أيتها المبدعة..
ننتظر المزيد
شـكـرا

نــور :
ماذا أقول فمي يفتش عن فمي *** والمفردات حجارة وتراب

كيف ستفي كلماتي سحرك وألقكِ وهي أمامها حجارة وتراب

أقولها بصراحة وبدون مجاملة : بكِ وبأمثالك من المبدعين سيطلع ألف صبح ندي
ألف صبح ضحوك
ألف صبح ملاك
فوالله ما الحجارة والذخائر والصواريخ والنيران بأقسى على هؤلاء الأنجاس من أن يروا الفلسطينيين مبدعين ومشرقين ومنطلقين ولا كأنهم يسقط لهم في كل يوم طفل شهيد
فالهوية العربية الإسلامية الفلسطينية التي تبرز من خلال الفنون من شعر ونثر وقصة ورواية هي والله ما يقض مضاجع الصهاينة ويكادون يموتون قهراً ويعضون علينا أناملهم من الغيظ ...
ومحاولاتهم البائسة لتهويد القدس الشريف المبارك أكبر دليل على ذلك ..
عزيزتي أنتِ أكثر وأكبر وأروع من الرائع صراحةً أرجوك استمري في الكتابة
وقبل أن أختم أحببت أن أقول (( من وجهة نظر ذوقية )) لا (( نقدية )) أن توظيفك للجدة في بداية النص كان جداً موفقاً ورائعاً

بل وعميقاً
فعندما تقولين لبني صهيون أن جدتك عندها
حكايا الزمان الموشحة بغبار البقاء فهذا ماضٍ
وتقولين أن فيها العبرة التي "تمكث" هكذا ، بصيغة المضارع فهذا الحاضر
ثم تتبعينها بقولك " لا يطالها الفناء " فهذا المستقبل

وهذا سطر بين السطور يقول : إن لنا الماضي
والحاضر
والمستقبل
فماذا لكم أنتم ؟؟؟؟؟
دمت سيدتي مبدعة ورائعة
تحياتي النزارية الحارة ..

نووووور
كلماتك الصمت أمامها أجمل
كنت رائعه بكل تلك الكلمات
دام حرفك .. وسلم قلمك

الغالية رناد:
اشتقت لك يا غالية!!! (كيفك)؟؟؟
اشكر لك الرد الرائع.. لا أتخيل قصائدي دون بصماتك!!!

الغالي نزار:
أمام ردك.. انا من عليها الصمت.. واتاحة المجال للمبدعين امثالك..بالردود المذهلة التي تطوقني بهالة من الخجل والحياء أمامك..
أشكرك شكر محلى بعبق الوطن..
وأحييك بمثل تحيتك النزارية الحارّة!!!
لا تحرم قصائدي من ردودك

الغالية ملكة القلوب:
يا ملكة الاحساس.. مرورك الصمت أمامه أجمل بل أروع
لا تحرميني طلتك أيتها الملكة!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية الاسلام والعروبة
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
باحترام
ابي مازن

شكرا لك على مرورك الطيب "االشاعر لطفي الياسيني"..

» ردا على تهديد حاخامات صهيون بهدم الاقصى / للشاعر العروبي لطفي الياسيني
» أحلُمُ.. بقلم:نور
» ليل في زنزانة, بقلم: نور
» بيت عزاء, بقلم: نور
» يهودون قدسنا, بقلم:نور