أمتي صامدة
من تحتِ الرّكام ِ والحطام ِ جئتك يا وطني
ومن بين عبابِ اليمّ الهائج ِ المترنّح
ِ
وقصفُ مدافع ٍ وجيشٌ عرمرمٌ من القنابل يدوّي
يغزو سمائك في الليالي والأصبح ِ
سمعتُ طفلاً يرتّلُ وأُمةً تولولُ, وورد ٍ
وأقحوان ٍ وزعتر ٍ يصلّي يسبّح ِ
وافترشتَ الأشلاءَ بدل البنفسج ِ
كبساط ٍ حريريّ مطرّز ٍ مسطّح ِ
وشهيدٌ توسّد الدمَ المهدور مدراراً
بجانب أختي الضريرة فيخجل ويستحي
وأمٌ تُغيرُ على وجهِ المدافع تحدجها
بنظرةٍ من فتحتين بوجهها الموشّح ِ
فيفرّ الجند صوب المسجدِ العتيقِ
خلف البيوت والحيطانِ والأجماتِ والأسطح
ِ
يهاب الردى على نفسه من نظرةِ غضبٍ
ومحيّا بالحقدِ والصمودِ والجمودِ مسلّح ِ
وفتاةٌ أثقل الدمع كاهل جفونها
بنار الثأرِ والتحريرِ والثباتِ تنكوي
وفـوّهاتٍ تبصـقُ العلقم على طُـهرِ الثرى
مـن أفـواهٍ لا تشبـع الرّدى, لا تـرتـوي
وشــابٌ يضـغطُ زنـادَ بندقيـّة جـدّهِ
فـتهـابُ الجبـالُ وتتسـطـّحْ وتستـوي
أيـــا صقور الوطنْ, أيا نسور النصر والإباء
هـــبّي, هـــلمّي, لا تراعي ولا تفزعي
أيـــا جنودٌ مجندلة تحــيى لـــتموت
أيــــا أمٌ تــلد لـتثكل الشــــهيدْ
نـفسـي فدائكـم, لــن أرثـي لحالكـمْ
طـوبـى لسامــع ٍ تحـت القـنابـل وليـدْ!
بقلم: نـــور